تونس (وات)- قال المفكر المصري ذو التوجهات الإسلامية، فهمي هويدي إن ثورتي تونس ومصر "أبرزتا وجها جديدا للحركات الإسلامية يكشف عن انفتاح واعتدال في الخطاب، مما انعكس إيجابا على نظرة الغرب الى الحركات الإسلامية". وأكد هويدي في محاضرة بعنوان "قراءة في الخطاب السياسي للحركات الإسلامية بعد الثورات العربية من خلال تجربتي تونس ومصر"، نظمها يوم الخميس بالعاصمة مكتب الشباب لحركة النهضة، أن المقارنة بين الثورتين التونسية والمصرية ووصول الحركات الإسلامية للحكم يجب أن يأخذ بعين الاعتبار أوجه الاختلاف بين البلدين سياسيا وجغرافيا. وقال في هذا الصدد إن "تونس ليس لديها حدود وعلاقات رسمية مع إسرائيل، لكن في مصر الأمر مختلف، إذ ما فتئ الإعلام العربي والغربي يتساءل عما ستفعله مصر مع معاهدة السلام مع اسرائيل"، في حال وصول الإسلاميين إلى السلطة. وبين هويدي أن التجربة التونسية تقترب إلى حد ما من تجربة حزب العدالة التركي، لكن حركة النهضة تفتقر الى خبرة التعاطي مع الحياة اليومية للناس، وفي هذا السياق شدد هويدي على ضرورة "الصبر مع عدم نسيان الهدف" إذ أن ما يفكر به الإسلاميون ليس بالضرورة من شواغل الناس. وأوضح المحاضر أنه يرى حزب حركة النهضة يقترب من مفهوم ما أسماه ب"الإسلام المدني"كتعريف لتجربة إسلامية لا تعظ الناس وإنما تخدمهم وتعمل على التعامل مع مشاكلهم الحياتية اليومية. من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة النهضة العجمي الوريمي إن حركة النهضة حزب سياسي ذو مرجعية إسلامية، يتموقع في التيار الوسطي المعتدل. وبين أن تميز النهضة كان في إدراكها لأهمية الوحدة الوطنية حيث أنها عملت منذ البداية على النأي بموضوعي الهوية والمساجد عن المزايدات والصراعات الحزبية. وأكد حرص الحركة على اتباع منهج "الحكم الرشيد"، موضحا في هذا السياق أن هذا هو المعنى الذي قصده أمين عام الحركة حمادي الجبالي بعبارته "الخلافة الراشدة السادسة" في اجتماع له بسوسة. وشدد في الصدد ذاته على أن حزبه ملتزم بمبادئ النظام الجمهوري مبينا أن حركة "النهضة" "تتبع منهجا يسعى الى إقامة نظام مدني فيه تداول على السلطة وفصل بين السلطات وتكريس لحرية الإعلام والقضاء".