أثارت زيارة الملكة الهولندية بياتركس إلى مسجد الشيخ زايد في أبو ظبي ردود فعل متباينة في هولندا بسبب ارتدائها الحجاب فوق قبعتها وعباءة طويلة تماشيا مع العادات والتقاليد المحلية في المجتمعات الإسلامية. "كل الاحترام للملكة التي كانت مثالا يُقتدى به" يعلق أحد قراء صحيفة الفولكس كرانت، بينما يقول معلق آخر "جميل أن تظهر الملكة احترامها، لكن للأسف فإن المسلمين في هولندا لا يظهرون دائما احترامهم". لكن أبرز الانتقادات جاءت من النائب خيرت فيلدرز زعيم حزب الحرية والمعادي للإسلام الذي وصف لباس الملكة خلال زيارتها للجامع بأنه "عرض مخزي". كما وجه حزبه أسئلة للحكومة حول لباس الملكة خلال الزيارة الرسمية التي استمرت يومين. كما تساءل فيلدرز أيضا إذا ما كان بوسع الحكومة تجنب هذه الحادثة وإذا ما كانت الملكة نفسها تدرك أنها بفعلها هذا "تضفي الشرعية على اضطهاد المرأة في الإسلام". ردود فعل النائب فيلدرز كانت أكثر من متوقعة. يذكر أن فيلدرز كان قد اقترح العام الماضي على الحكومة الهولندية أن تفرض ضريبة على لابسات الحجاب وصفها ب "ضريبة الخرقات البالية". وانتقد حزب ديمقراطيو 66 أقوال النائب فيلدرز قائلا أنه من المعتاد التأقلم مع عادات البلد المضيف تماما كما يفعل فيلدرز نفسه عندما لبس الطاقية اليهودية خلال زيارته لحائط المبكى في القدس. من جهته قال وزير الخارجية الهولندي المرافق للملكة في زيارتها بأن الملكة ارتدت الحجاب من باب الاحترام للعادات والتقاليد الإسلامية مضيفا: "زيارة الجامع بدون اللباس لم يكن خيارا. وفي هذا الحالة كان علينا رفض الدعوة لزيارة أحد أهم مساجد الإمارات العربية المتحدة". وأضاف الوزير أن الملكة بياتركس لطالما تتماشى في لباسها مع العادات إذا قامت بزيارة كنيس يهودي أو كاتدرائية مسيحية. وزارت الملكة المسجد برفقة الأمير وليام ألكسندر ولي العهد وزوجته الأميرة ماكسيما التي ارتدت هي أيضا لباسا طويلا وغطاءا للرأس. وتجولت الملكة خلال الزيارة في أكبر مساجد الإمارات الذي تم بناؤه قبل 10 أعوام من الرخام الإيطالي على مساحة 22,000 متر مربع. ويعد المسجد ثالث أكبر مساجد العالم من حيث المساحة.
