ازداد الأمر غموضا داخل التلفزة التونسية في ملف اختيار أو انتخاب رئيس تحرير أخبار الوطنية الأولى بعد المقاطعة الواسعة التي شهدها اجتماع يوم السبت من قبل صحفيي قسم الأخبار الذين لم يحضر منهم إلا عدد قليل جاوز العشرين بقليل أي بنسبة الثلث تقريبا من مجمل العاملين فيه ، الغياب الثاني البارز أيضا تمثل في تخلف كل من النقابة الوطنية للصحفيين و الهيئة العليا لإصلاح الإعلام و الاتصال رغم إعلان رئيس تحرير الأخبار بالنيابة عن ذلك في دعوتها للاجتماع الذي تأجل من الخميس إلى السبت 18فيفري وهو ما يؤكد فرضية تفرد السيدة مفيدة حشاني بهذه الدعوة دون استشارة كل المعنيين بهذا الشأن علما و أن هيئة إصلاح الإعلام و الاتصال سلمت اليوم للدرس و النظر مطالب الترشح الواردة عليها للجنة الخبراء و المهنيين المنبثقة عن اجتماع 12 جانفي بين خبراء و هياكل نقابية معنية بقطاع الإعلام . العارفين بسير الأمور داخل قسم الأخبار يؤكدون أن مقاطعة الصحفيين يوم السبت يمثل رسالة واضحة للرئيس الحالي لهيئة تحرير الأخبار صاحبة مبادرة التوافق لتعيين رئيس تحرير مفادها أنه لا مناص من اعتماد مبدأ الانتخاب بعد عرض مطالب الترشحات على لجنة الخبراء و المهنيين واحترام هذه الترشحات للمقاييس المتفق عليها و من بينها الاستقلالية و تقديم مشروع تصور واضح لإدارة التحرير ، هذا الموقف يمثل تطورا لافتا في معالجة صحفيي هذا القسم الحيوي داخل التلفزة التونسية و الإعلام بصفة عامة للوضعية التي يعيشونها بعد أكثر من سنة من حدوث الثورة بتونس و تحرر التلفزة نسبيا من سيطرة السلطة عليها وبداية لما يمكن وصفه بتصحيح المسار و معالجة أخطاء الماضي باعتماد الديمقراطية كممارسة فعلية للاختيار و المهنية كأداة و وسيلة للعمل . التكهنات حول المدة الزمنية المفترضة لدرس مطالب الترشح و بالتالي الانتخاب ترجح أنها لن تتجاوز أياما معدودة فهل يكون الأسبوع المقبل أسبوع الحسم ؟؟