نطلقت يوم الجمعة 16 نوفمبر أيام قرطاج السينمائية بقاعة "الكوليزي " بالعاصمة و تتواصل إلى يوم السبت 24 نوفمبر , قيل قديما " لأننا نحب الحياة نذهب إلى السينما " و ما أحوج بلادنا في هذا الفترة بالذات إلى أجواء الفن السابع لإضفاء مسحة من الحيوية و التفاؤل و إعادة الحياة قاعات السينما التونسية. شهد حفل الإفتتاح حضور 400 شخصية فنية و إعلامية من 44 دولة , و قد نشّطت حفل الإفتتاح الإعلامية المتألقة مريم بن حسين لأوّل مرّة بعد الثورة فقد وقع تغييبها في السابق بسبب عدم انتمائها لمنظومة العهد البائد واستطاعت بفضل حضورها المميّز و تلقائيتها و حرفيّتها أن تشدّ الأنظار والمتابعين و تساهم في نجاح الحفل , و تساءل الكثيرون : لماذا لا يقع التفكير فيها في تنشيط المنوعات في التلفزة الوطنية التي تعاني من برامج تجلب النعاس؟ فقد كانت نجمة حفل الإفتتاح دون منازع و تملك الطموح والثقة بالنفس و قوّة الشخصية و قدّمت برامج ناجحة في السابق . شارك رمزي الملوكي مريم بن حسين في التنشيط باللغة الفرنسية و الأنقليزية و نجح في ذلك. برزت في حفل الإفتتاح اخلالات تنظيمية داخل القاعة و خارجها بسبب توافد أعداد كبيرة من المتعطشين لهذه المواعيد الثقافية الكبرى و عجز القاعة عن استيعابهم , كما حضر السيد وزير الثقافة و شخصيات حكومية و سياسية أخرى . لكن إرادة النجاح و تجاوز الصعوبات كانت أقوى , فقد استمتعنا بالموسيقى الإفريقية الرائعة و بعض الأصوات التونسية . في هذه الدورة سيتم عرض 62 فيلما منها 24 فيلما قصيرا و 20 فيلما طويلا و 18 فيلما وثائقيا , و ستكون المشاركة التونسية بثلاثة أفلام طويلة هي: - " مملكة النمل " لشوقي الماجري. - " الأستاذ " لمحمود بن محمود . - " ما نموتش " للنوري بوزيد . هذه المواعيد تعكس مدى تحضّر الشعوب و شغفها بالفن, و لا شك أن عودة الحياة إلى شوارع العاصمة سينعش قلوب التونسيين و العرب و الأفارقة لمشاهدة الأعمال الراقية و اكتشاف المواهب الفنية الجديدة في التمثيل و الإخراج و التقنيات و غيرها , كثير من المثقفين و الطلبة و المهتمين بالشأن الثقافي سيواكبون أيام قرطاج السينمائية لأنهم يعشقون مثل هذه المناسبات . و يكرم المهرجان السينما الجزائرية بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر من خلال عرض بعض الأفلام الجزائرية وهي فرصة للتعرف على مدى ما وصلت إليه السينما في هذا البلد الشقيق.