بقلم شكري بن عيسى بعد ما تهاطلت علينا الوشايات "الإخبارية" هذه الأيام من كل حدب وصوب.. من كل من زياد الهاني وسفيان بن فرحات.. وأخيرا اليوم من جمال العرفاوي قبل أن يسبقه محافظ الأمن (المخبر الرسمي لسفيان بن فرحات حول الإرساليات المتعلقة بقائمة المهددين بالقتل..) يبدو أن المستنقع الإعلام بدأ يفيض ويتقيأ على الملأ أوحاله الآسنة.. العرفاوي اليوم مع "الصحفي" حمزة بلومي (المبدع الذي سمع خبرين متناقضين ولم يكلف نفسه فضح ضيفه) صرح في بداية الحوار "يبدو انه تم وضع اليد على مجموعة سلفية (وسجلوا عندكم كلمة "سلفية") صغيرة جدا مقيمة باحدى الضواحي المتاخمة للعاصمة ويبدو انو احد الأفراد منفذ الاغتيال تم التعرف على الشخصية متاعو والهوية متاعو.. ويبدو انو عندو ملف من قبل في وزارة الداخلية.. مازال قاعدين يلاحقو فيه وتم التعرف على المكان متاعو".. ثم تابع مجيبا على سؤال المنشط حول عدد "الخلية" بأنها "تبدو خلية صغيرة جدا متكونة من 10 أشخاص تقريبا". إلى هنا تبدو الأمور إلى حد عادية ليقاطعه كالعادة المنشط ويسأله سؤال واضح جدا "وال 10 أشخاص ثابت انتماءهم للتيار السلفي؟" وكان الرد صاعقا بالفعل لقد أجاب العرفاوي "مجموعة صغيرة موش تيار سلفي.. مجموعة معزولة على روحها".. وتمر المسألة دون إشكال للمنشط وكأنه لم يسمع في المرة الأولى أن المجموعة "سلفية" وفي المرة الثانية أن المجموعة "موش تيار سلفي"..!!؟؟ جمال العرفاوى : قاتل شكرى بلعيد ينتمى للتيار السلفي فعلا "الكذاب زيد شوية واسألوا" كما يقول المثل التونسي الضارب في العمق والرمزية.. أما المنشط الذي عهدناه بارعا فذا في التفنن والتعمق في إثارة الادعاءات الوهمية والإشاعات الزائفة والحوارات الاتهامية.. في اتجاه واحد (ووحيد) فقد خرس ولم ينبش ببنت كلمة... أما الإعلام "التافه" (وليعذرني القلة القليلة ممن لازلت احترمهم) فقد انبرى حاملا الفأس ليضعه في رأس السلفية غير عابئ حتى بتكليف نفسه عناء التثبت والتدقيق في الخبر الذي لا يتجاوز ال 3 دقائق -لا غير- والموجود في السند 'السمعي' على كل الصفحات الاجتماعية.. عينة فعلا من إعلامنا الملطخ بالأكاذيب والزيف والتدليس .. والاعتداء الصارخ على الحقيقة.. والتاريخ لقد أصبح الشعب التونسي فعلا رهينة في يد هذا الإعلام المناهض للثورة والوطن.. وكل القيم.. والحقيقة وصدق فعلا صدق جوزف غوبلز عندما قال لهتلر : "أعطني إعلاماً بلا ضمير أعطيك شعباً بلا وعي"..