بقلم حاتم الكسيبي ''ديقاج'' ولكن لا تبتعدْ، فقد يحتاجك القوم فيطلبونك ألا فاستعدْ، قد تكون آذيتهم وسرقت أموالهم وتركتهم فريسة للحرّ والبردْ، وضيّقت الأفق ثم أطلت الأمدْ. ولكنّهم أخرجوا صورك جهلا أو مراودة فلك أن تَسعدْ، قد اشتريتهم غلمانا فما فرّطوا يوما في سيّدهم الأوحدْ. فكنت كافورا والعصا معك وكانوا عبيدا طرائقهم قددْ. img src=http://www.babnet.net/8/degagemars2013.jpg width="256" align=left border=0 title=""ديقاج" ولكن لا تبتعدْ"حملتك طائرتك ذات أمسية، وتركت بيننا الخلاّن و الأصحاب والمددْ، فما فرّطوا في طريقتك قيد أنملة فأنت لهم الملهم والمرشدْ، ربّيت فأحسنت تربيتهم فجعلت منهم الذئب والضبع والثعلب والقردْ. لا تبتعد، فقد هيّأ أعضادك الجوّ وأضحى صوتهم عاليا فلا تأس ولا ترتعدْ. بدّدْ الخوف الذي خلعك و أصابك في مقتل، فلك اليوم في تونس السّاعد والعضدْ. اختبأت أزلامك فجر هروبك في كهف فاختلُف في العددْ. وتدرّبت على فنون التهويل والعويل وزرع الفتنة وصيّرت أحزابا جددْ. ثمّ عمدوا إلي صنم فنفخوا فيه، واتّخذوا قبره مزارا ثم عبدوه إلى أمدْ. لا تبتئس سوف يطالبون يوما برجوعك ولو من الصّين أو من سمرقندْ، فأنت قاهرهم وسالب حرّيتهم وكاتم أنفاسهم وكاذب الوعدْ. سوف لن ننال النجاح والسؤددْ، مادام أزلامك يرتعون فيدفعون المال و يقبضون الخراب و الفوضى ثم يجعلون تلك الحرية تتبدّدْ، كي تعود سلاسل الاعتقال فنهان ومن التعذيب والنفي والتشريد نزدردْ. لكننا سنلجأ للقيم وفضائل الأخلاق و السّنن والِورْدْ، ففيها المبتغى وبها نعمل و نبني ونصلح و ونجتهدْ، وهي الوسيلة للدنيا وللآخرة و الغاية التي نفتقدْ. سوف نتخذها نورا نهتدي به فلا نضّل من قبل و من بعدْ، تلك هي حمائمنا تعلو وترنو فتلامس النجم والفرقدْ.