بقلم خليل قموار قد يكون من التعسف رمي مشهد إعلامي مترامي الأطراف ويعج بالمتناقضات في بلادنا بأنه إعلام عار كما يدعي أنصار الحكومة، لكن ليس من الصعب جدا قياس مدى جدية بعض مكونات هذا المشهد وليس من المستحيل أيضا تحسس مدى مهنية البعض الآخر واكتشاف ما وراء بعض الصحف من خروقات بدأت رائحتها تفوح من وراء الأسوار ولعله من الانصاف تحديد المسؤوليات عن بعض التجاوزات التي يقوم بها نكرات وعلى رأسهم ما يسمى بجريدة السور. خِلنا هذا الاسم أي السور في بداية الأمر تكرارا مهنيا لتجربة سابقة قد لا يختلف اثنان في دورها، لكن مع تواتر أعداد هذه الجريدة اليومية بدأ القارئ العادي قبل الصحفي المختص يتحسس مدى الاجحاف الذي يملأ صفحات الجريدة كل صباح ليسمم هذا الحبر المشهد الإعلامي والرأي العام زيادة على تسميمه للطبيعة، فتعود الجريدة ضارة مضرة من ألفها إلى يائها. لكن الاكتشاف الأبرز لحقيقة ما يحدث وراء السور هو ما كتبه منذ مدة زميل في موقع "باب نات" حين فضح ممارسات الابتزاز التي يديرها القائم على الجريدة فيحوّل مؤسسة اعلامية إلى حصان طروادة يقتحم به مكاتب رجال الأعمال والسياسة محاولا ابتزازهم؛ إما الدفع مقابل السكوت أو التشهير بهم وملء صفحات السور بما يكتب فيها كل يوم من تجاوز لأخلاقيات المهنة بل لأخلاقيات بعض الحانات في أوقات كثيرة. هي إذا حصان طروادة والثابت كما في روايات التاريخ تماما أن الحصان من خشب؛ فكل عمليات الطرد التي لحقت بمدير الجريدة من أروقة السفارات العربية ومن مكاتب رجال الأعمال لم تنفع في ايقافه باعتبار أن الوجوه الخشبية لا تشعر بالعار مهما فعلت بها ويا له من عار أن مدير صحيفة تونسية يطرد من مكتب سفير أجنبي ويا له من عار حين يلجأ رجل أعمال تونسي -سليم الرياحي- إلى القضاء ويتهم صحفي تونسي بالابتزاز. يكفي القائمين على السور ذلا أنهم مدحوا وذموا مرتين وهي حجة دامغة في قوانين البشر كما يقول المثل "من مدح وذمّ كذب مرّتين" وهنا نذكّر بحادثة واحدة وهي مدح الجريدة لسليم الرياحي في بداياتها ثم هبّت فجأة رياح السخط على الرجل من الجريدة دون مبرر لنكتشف فيما بعد كارثة الابتزاز التي انتقل بموجبها سليم الرياحي من أهل للمدح إلى رجل مغضوب عليه بعد أن رفض أن "يدفع"، وهنا من الضروري أن نستثني فريق العمل في الجريدة من زملاء صحفيين وتقنيين فهم لا يملكون ترويض مديريهم فلم يملكوا فنون النجارة لفرملة حصانهم الخشبي. ويكفي القائمين على السور ذلا أيضا تجاهل كل الأطراف لها فلا أحد يرد على الخزعبلات فيما يسارع كثيرون للرد على هذه الصحيفة أو تلك لأنها تحترم قراءها والجريدة الوحيدة التي يتم التعامل معها بالقضاء في أغلب الأحيان هي حصانكم فهل تعتبرون أم ستواصلون الركض في مضمار تدهور الأخلاقيات حتى اختراق عظام الحياء ويكفي رصيدكم من قضايا الثلب والهون؟ لقد كتب في وقت سابق - كما ذكرنا زميلنا - عن هذه المهزلة التي تلوث المشهد الإعلامي التائق للحرية في تونس وحرّك ذيل العقرب فحاولت الرد بالنفي وبثلب الزميل اعتمادا على أساليب العادة التي أصبحت تقزّز المواطن قبل السياسي وتثير القيء لدى جموع الباحثين عن المعلومة، لكننا عدنا للعقرب بالنعال حتى لا تظن أنها في مأمن من الغيورين عن المهنة الباحثين عن الشرف بعيدا عن مفردات التسوّل التي أتقنتها الوجوه الخشبية. هكذا استأسد علينا حصان طروادة وهو في حروب المهنة الحقيقية نعامة دفنت رأسها في تراب التجاوزات فهل ستترجلون عن حصان الفشل أم نعود بالنعال؟ مشروع ''مكتريس'' و أسرار الحملة القذرة على سليم الرياحي