عارف المعالج ناشط سياسي ونقابي انتبهت بعض الأطراف السياسية المنتمية أساسا إلى اليسار المتطرف إلى أن ما آلت إليه التجربة الديمقراطية وما أفرزته من صعود للتيار الاسلامي إلى دفة الحكم تستدعي عملا دؤوبا لإفشال تجربة حكمهم بكل الوسائل لقطع الطريق أمام تكرار نفس السيناريو في المحطة الانتخابية القادمة، ويبدو أن استراتيجية عملهم تمر أساسا عبر تجفيف منابع موارد الدولة الرئيسية لإضعافها حتى ولو أدى ذلك إلى تفقير وتجويع الشعب بهدف التفويت على هذه التجربة تحقيق أهم هدف من أهداف الثورة ألا وهو مقاومة الفقر والتشغيل ، وقد التجأت هذهالأطراف إلى عصب تلك الموارد وهو الفسفاط حيث فرضت واقعا من الشلل في المناجم نضبت به أهم موارد الدولة وذلك عبر الدفع بإضرابات عشوائية مرة تحت غطاء تحركات نقابية مطلبية وبتزكية من اتحاد الشغل بحكم تواجد قيادات حزبية يسارية متشددة ماسكة بزمام القرار والمبادرة ومرة تحت غطاء تحركات اجتماعية احتجاجية من العاطلين عن العمل والذين يحركهم في الحوض المنجميأحد الوجوه النقابية اليسارية المعروفة في الجهة وقد أدى هذا التناوب في الأدوار-في مرحلة أولى- إلى توقف كامل لحركة نقل الفسفاط عبر السكك الحديدية،،، التجأت اثره السلط المعنية إلى التعاقد مع بعض الشركات لنقل الفسفاط إلى مصانع صخيرة وصفاقس عبر شاحنات ضخمة وبتكلفة تتجاوز عشرات المرات كلفة النقل الحديدي... وظنت السلطة أنهاتحيلت على المتسببين في إيقاف حركة نقل الفسفاط بهذا الحل المكلف للغاية ... وعندما بدأت الأمور تتحرك بهذا الشكل انتفضت نقابة السكك الحديدية مرة أخرى مدعية أن حرمان الشركة من نقل الفسفاطسيؤدي بها إلى الافلاس والخسائر الكبيرة باعتبار أن ذلك يمثل أهم مورد مالي بالنسبة لها وشرعت في اضرابات تمس قطاع نقل المسافرين وأحدثت إرباكا خطيرا في هذا القطاع ...رضخت السلطة مرة أخرى على إثره وتم جرها للاستغناء عن الشركات التي أحدثت وطورت اسطولها للقيام بعملية النقل البري للفسفاط. من جهة أخرى حركت نقابة سواق ومالكي الشاحنات منظوريها للتحرك ضد هذه الخطوة وقاموا بتعطيل الحركة في السكة الحديدية بشاحناتهم الضخمة وهو ما دفع بدوره نقابة سواق القطارات إلى اعلان الاضراب لغياب الأمن وتعطيل حركة سير القطارات ....وتوقف نقل الفسفاط مرة أخرى كما أريد له ..... هذا هو الواقع المر الذي تعيشه تونس بعد أن قرر تحالف آثم إسقاط التجربة الديمقراطية التي لم ترق مآلاتها لهم والانتقام من هذا الشعب بتجفيف منابع أرزاقه وتدمير اقتصاد بلده لتجويعه عقابا له على خياره الديمقراطي... وما يحصل في الحوض المنجمي إلا عينة لكرة الثلج التي تتراكم في أغلب القطاعات الحيوية لتدمير الاقتصاد الوطني.....فهل سيستلم الجميع وترفع الراية البيضاء أم سيتواصل رفع راية تونس الحمراء حتى يكنس فلول وأعداء الثورة.