بقلم / منجي باكير ما يلاحظه كلّ عاقل من خلال إستقراء وضع البلاد كلّ هذه الفترة التي تلت الثورة و إلى يوم النّاس هذا أنّ المَشاهد تنوّعت و الجهود تقسّمت و الإنتباهات تشتّتت إلى دوائر يصارع بعضها البعض صراعا لا جدوى من وراءه طالما أنّ كلّ جمع بما لديهم متمسّكون و للمصلحة العامّة غير راغبون و لا مبالون إلاّ لِما تمليه عليهم مصالحهم و ولاءاتهم الحزبيّة الضيّقة ،،، و سط هذه الحالة تكوّنت ما يشبه غوغائيّة ألقت بضلالها على مجريات الوضع العامّ و سمحت بظهور مافيا التهريب ، أو لوبي اللّصوصيّة و سرقة قوت الشّعب و مقدّراته و مكتسباته بل ضروريات حياته اليوميّة ، هؤلاء الذين تجنّدوا في عصابات منظّمة و سخّروا جميع الإمكانيّات المادّية و اللّوجستيّة و استغلّوا بعض الفراغات الرقابيّة والأمنيّة لينخرطوا في عمليات منظّمة في النّهب و السرقة و الإستيلاء و التصديرالعشوائي و التهريب بحرا و برا و جوّا ...هرّبوا الشباب و فلذات الوطن و زجّوا بهم في متاهات الضياع أو دوائر الموت ، هرّبوا المطلوبين للعدالة و من ساعد على التنكيل بالتونسيين ليبعدوهم عن دائرة المحاسبة ، هرّبوا الأموال و سرقوا و يسرقون مكاسب الشعب و نهبوا و دمّروا الغابات و نهبوا الثروة الحيوانيّة و كثيرا من مقوّمات البنية التحتيّة ... لم يكفهم كلّ هذا فهم هرّبوا و يهرّبون يوميّا قوت المواطن و يستولون على معيشته و ضروريات عيشه اليوميّة من الموادّ الغذائيّة ليتاجروا بها و يصدّرونها في جشع إلى البلدان المجاورة ممّا خلق بلبلة في الأسواق و نقصا في الإمدادات و خللاً في دورة العَرض و الطلب فاشتعلت الأسعار و اشتغل الإحتكارممّا سبّب الضرر الواضح في قفّة المواطن و أحدث عجزا كبيرا في ميزانيّة العيّاش التي هي أصلا عاجزة منذ زمن ، كما سبّب التهريب في نقص فادح في الثروة الحيوانيّة و مشتقّاتها و المنتوجات الغابيّة التي سيستمرّ وطؤها لسنين قادمة ،،، أليس هؤلاء المهرّبين بنفس عقليّة أزلام النظام السّابق إن لم يكن مشغّلوهم منهم ؟ ألا يجدر بالشعب الوقوف بكلّ قوّة أما هذا الغول المارد و مقاومة من يحاربه في رزقه و يقطع عليه أسباب عيشه ليفقّره في مقابل استغناء حفنة من عديمي الدّين و الضمير و الوطنيّة ؟؟ خصوصا أمام النتائج الضعيفة لعمل الحكومات في وقف هذا التيّار الجارف .. ألا يجدر بعامّة الشعب تحصين مكاسب ثورتهم من هؤلاء المجرمين في حقّ البلاد و العباد ؟؟