السيد المنصف المرزوقي لن يستقيل من منصبه حتى وإن قرر الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة ، أما الأسباب وكما جاءت على لسانه في الحديث الذي ادلى به مساء الاحد للقناة الوطنية1 ، فهي " متابعة الملفات التي يشتغل عليها " و" من سيأخذ مكانه ؟" و" ماذا يمكن أن يقدم رئيس جديد؟". 2- هذا القرار هو بمثابة ردّ على الجهات التي طالبته بالاستقالة من منصبه اذا رغب في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة ، ضمانا لديمقراطية العملية الانتخابية وحتى ينطلق كافة المترشحين من الخط نفسه في سباق الانتخابات . 3- دعوات الاستقالة كانت جاءت من أحزاب المعارضة ومن حركة النهضة ( شريكته في حكم الترويكا) ، وجاء تلميحا من رئيس المجلس الوطني التأسيسي الذي قال المكلف بالإعلام في مكتبه ان السيد مصطفى بن جعفر سيقدم استقالته إن قرر خوض غمار سباق الانتخابات الرئاسية. 4- لا يوجد في القانون المؤقت المنظم للسلطات العمومية ما يفرض على السيد المرزوقي اعلان استقالته اذا رغب في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة ، وبالتالي لن يخرق الرئيس المؤقت " الدستور الصغير" ، لكنه سيخرق حالة وفاق وطني مكنت تونس من الخروج من أزمة سياسية ومن المصادقة على دستور توافقي ، كان السيد المرزوقي أكثر من احتفى به ( حفل و شماريخ في قصر قرطاج، استدعاء لرؤساء دول ، تكريم أعضاء المجلس الوطني التأسيسي..) 5- الوفاق الوطني في تونس جاء على قاعدة خريطة الطريق التي قدمها الرباعي الراعي للحوار الوطني ، والدور الذي قامت به المنظمات الأربع لتقريب وجهات النظر ، فاستقالت حكومة السيد علي العريض وفسحت المجال لحكومة كفاءات غير متحزبة وغير معنية بالترشح للانتخابات المقبلة رئاسية كانت أم برلمانية. 6- لم يتعرض السيد المنصف المرزوقي في حديثه مساء الأحد الى دور الرباعي الراعي للحوار في حصول الوفاق ، ولا نعتقد ان هذه المسألة مجرد سهو منه، هي في الأصل موقف من مؤسسة الحوار الوطني ومن خريطة الطريق . 7- لم يشارك حزب السيد المنصف المرزوقي في الحوار الوطني ، ورفض الامضاء على خريطة الطريق ، وعمل الرئيس المؤقت على نقل الحوار الوطني من تحت قبة الرباعي الراعي للحوار الى تحت قبة الرئاسة ، لكن هذه المحاولات فشلت ، وعندما حصل الوفاق و تقدم انجاز خريطة الطريق في مسارها التأسيسي و الحكومي رحب السيد المرزوقي بهذا الوفاق و ثمنه ، رغم انه لم يدعمه بقوة وحاول التشويش عليه في أكثر من مناسبة. 8- المسؤولية تفترض أن قبول الوفاق ، هي قبول لكافة عناصره وليس قبوله هنا ورفضه هناك .اذا كان الوفاق يعني دخول الانتخابات المقبلة على نفس المسافة وبالحظوظ ذاتها لكافة المترشحين ، ويعني عدم ترك أي شبهة لاستغلال مؤسسات الدولة في الحملات الانتخابية ، وهذا ما تضمنته خريطة الطريق ( حكومة كفاءات غير معنية بالانتخابات المقبلة – مراجعة التعيينات في الادارة ..) ، فما على السيد المنصف المرزوقي إلا الاعلان عن استقالته يوم يقرر ترشحه للانتخابات المقبلة ، وإلا فإنه سيخرق حالة الوفاق .