بقلم الأستاذ بولبابة سالم "اللّهم لا تحاسبنا بما فعل السفهاء منّا " ,ما نسمعه هذه الأيام من بعض "المثقفين " و النخب السياسية التونسية من مواقف عن الأوضاع في ليبيا الشقيقة مضحك و مخزي و يكشف عوراتهم الفكرية و محدودية رؤيتهم السياسية . بعض الأصوات النشاز في السياسة التونسية تريد استثمار ما يحدث في ليبيا لتصفية الحسابات الداخلية و الأخطر هو الإنخراط في أجندات دولية مشبوهة . هذه الأصوات نفسها التي كانت مصدر فتنة و تناحر إيديولوجي مقيت في تونس بعد الثورة و كانت في العهد البائد السلاح الثقافي لبن علي و نظامه الدكتاتوري , هؤلاء هم رعاة الدكتاتورية و عرّابوها و يصرّون على أن يكونوا صغارا , فالأقزام تبقى أقزاما لأسباب جينية . هذه الجوقة من المنبتّين و جماعة "فغانسا " في تونس من الذين اهتزّت مصالحهم بعد الثورة و عملوا على إجهاضها و الإنحراف بها عن مسارها الإجتماعي لا يعرفون ليبيا و لم تطأ أقدامهم ترابها يوما , هؤلاء لا يعرفون تونس الأعماق وهم الذين يحجّون إلى فرنسا كل شهر و حفيت أقدامهم على أبواب السفارات . ما قالوه عن الأزمة الليبية الحالية مصيبة فكيف لتونسي أن يصطف مع مع فصيل سياسي ليبي ضدّ الآخر بسبب الأحقاد الإيديولوجية و الإفلاس الفكري و الثقافي . لو تحدّث سياسي تونسي عن فرنسا بما يسيء لها لطلعت علينا هذه البيادق من الحثالة الفرنكفونية لتحذّر من تداعيات الأمر على جاليتنا هناك . طبعا يقصدون بجاليتنا أبناؤهم الذين يدرسون و يعملون في فرنسا , أما في ليبيا فيوجد الفقراء و أولاد الحفيانة ممن ضاقت بهم السبل في وطنهم و أغلبهم من أبناء الجنوب , فهلاّ انتبهوا لما يمكن أن يحدث لهم بسبب عقدهم السياسية و الفكرية ؟ الشعب الليبي طيب و عقلاء ليبيا كثيرون , و زعماء القبائل و العشائر قادرون على تغليب صوت الحكمة وهو ما سيحدث إن شاء الله حقنا لدماء أشقائنا و سلامة بلدهم , لا يعرف هؤلاء الجهلة أن للقبائل في ليبيا دور مؤثر و ستنتصر إرادة الخير على إرادة الشر في الداخل و الخارج . قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من تكلّم فليقل خيرا أو ليصمت " . حفظ الله ليبيا و شعبها و عاشت الأخوّة التونسية الليبية .