أبو مازن للعراق والشام مجتمعة داعش ولنا من الدواعش كثير وكثير، فمنها القاتل و منها المفسد و منها من اختص في التكفير، إرهاب تعدت مظاهره ولكن الهدف واحد مناله عسير، عودة المفسد للحكم فينعم الراشي والمرتشي و يشتغل المزور و يكسب السارق المال الوفير. غاية بانت منذ الأيام الأولى للثورة يوم أرهبتنا سيارات الإسعاف و عصابات الإجرام فنالنا هلع كبير، وهب شباب الثورة حاميا للمدن بعزم و ثبات وحسن تسيير. كان إرهاب النقابات يعد على نار هادئة ينتظر انتهاء فصل الترويع و التشهير، ثم ينقض على وضع هش ودولة منهارة فيطلب المنح بسخاء وتبذير. الكل جائع وعريان و يعاني من لهيب الأسعار المستطير، ولكن رفوف المغازات و المخازن تنفذ لكثرة المشتريين فتشحن في دقائق بالخير الكثير. لكن داعش الزبلة و جنود الواشواشة سلاح فاق كل تقدير، بضعة أيام من تراكم الفضلات تعبث بصحة البلد و بيئتها رغم ما كتب في الدساتير، و هذه روائح كريهة انبعثت و ديدان صالت وجالت دون تقصير، وهذه قطط عافت المزابل وخشيت الوباء المنبعث منها فباتت خاوية لا تقدر على السير، تموء في كل الأرجاء مستنفرة فالموت يتهددنا و هي لا تحسن التعبير. أكداس تكدست وتكدست فأضحت جبالا مركونة بين الديار و في الشوارع تبشر بيوم عسير، حين يفوح منها الطاعون والوباء والكوليرا فيقتل العدد الكبير، كسلاح فتاك أمسكت به يد الإرهاب وداست على الزناد لوقت غير قصير، فتكاثرت الجروح وصرع القوم و سالت الدماء وهب الإسعاف لنجدة المستجير. كل ذلك لأجل منحة تأخرت أو مفاوضات تعطلت في بلد فقير، لعمري ذاك الإفساد بعينه و لو كان بحق لينصف العامل والأجير. ما بال اتحادنا لا يرأف بشعب أرهقته التجاذبات إلى حد كبير، فيطلق يد نقاباته كما تفعل داعش كلما قبضت المال الوفير، فتقتل هذا وتقطع يد ذلك بحمق وسوء تقدير. فهذه بلدكم في مهب رياح الأوبئة تعبث به عاصفة وزمهرير، و تلك بيئة ملوثة في فصل صيف ننتظر منه الكثير، انتخابات على الأبواب ومساومة خسيسة لحكم هزيل فرضه الحوار و التوافق العسير. ليتذكر المضرب ماضيا تعيسا كان يعاني منه ولا مجير، قد انقسمت النقابات بين موال للمخلوع وبين غرّ سكير، لا يكاد يستفيق ليقارع الكأس من جديد و يغيب عن واقعك العسير. رويدك ببلدك فهو حاضن لك ولزوجك و لولدك الصغير، لو نالته سطوة الأوبئة ولازم السرير، و حار الطبيب في علاجه رغم الأمصال والعقاقير، شغل عقلك ولا تنس حقك ولكن قم بواجبك دون نقصان ولا تقصير.