أبو مازن الموت والدمار يغزو غزة فيقتّل الاطفال و هم يلعبون، القنابل و المدفعية تهدم البيوت والمنازل باتقان وفنون، المجازر تتوالى حيث تمنع سيارات الاسعاف وتقصف بجنون، الحصار صار حصارات فلا أكل ولا ماء ولا كهرباء لو تعلمون. كل هذا يحدث دون أن يحدثنا أحد على تسامح الديون، وكأن الصهاينة لم يأتوا منكرا يستحق اللوم والتأنيب لفنحاص وشلومو و شمعون. ما لكم خرستم هذه الايام وقد جعلكم الله ممن ينطقون، ام تراكم فقدتم الحجة والدليل فلا تقنعون، او ربما كنتم و لازلتم أبواقا لبني صهيون. يغيّب العالم الغربي صور القتل والدمار عن شاشاته فتفتقدون الحقائق و أنتم لا تشعرون، ولا ترون دماء زكية تسكب ظلما وعدوانا وأنتم هامدون، تتابعون مباريات كأس العالم و أفلام العري والمجون. ثم تحدثوننا في أفضل الاحوال عن حل الدولتين والتعايش المشحون، هذا هو تطبيعكم الذي انتم اليه راغبون، يلجون مطاراتنا وموانينا بجوازات أصلية لبن صهيون. أنا لا أكره اليهود ولكنني أفرق بين مدجج بالسلاح و طفل مكسور الجمجمة و مفقود العيون، أنا أفرق بين جندي مصاب في رجله و نساء أشلاء لا تعرف الأرجل من الأيدي ولا الأمعاء من القولون. فعن أي تسامح تتحدثون إنها الحماقة بعينها ولكنكم لا تعلمون. لقد كان ما كان وقد ابتلينا بنخبة حمقاء لا تتابع الجزيرة و الأقصى بل تصدق مانويلا و باتريك وجون. أسماؤهم علي وصالح وسالم و عمر ولكنهم يتأففون، وقد يصبح محمد حمادي و موحه وحمه فيكون رقيقا او لا يكون، حال تنذر بالشؤم لقوم تنالهم البلوى فلا ينتصرون ويعمل العدو فيهم القتل وهم يلهون ويغنون : الحمد لله ان جمعنا من جديد بلطيفة فسمعنا حديثا ذا شجون، و تابعنا الكاميرا الخفية والوقتية وحلقات الصناديق وكلام الافك والمجون. كلاب تلعق دماء الشهداء وتقول "اش لزّهم" لو آمنوا بتسامح الديون، لأغرقهم الكيان الغاصب في بحور الخير و النعيم لقرون، كلاب من بني جلدتنا تنهش لحم العروبة كلما شمتوا ثم استداروا لبني صهيون. تحدثهم عن الدماء والدمار فيثقلون مسامعك بالحديث عن حماس والإخوان وهم لهم منكرون. فهؤلاء في نظر نخبتنا أصل الداء فلا حياة لهم ولا بقاء وهم فيهم مفرطون، يصبون جام حقدهم الايديولوجي فيوقدون الفتن ويسعرون، وينسون ما علّمهم السيد الغربي من ثقافة و أدب وعلوم و فنون. لقد هللوا للسيسي وشمتوا فيمن قضى نحبه محترقا او حبس في النطرون، وهاهم اليوم يدافعون عن عدو لمجرد اختلاف في الفكر و كره للأصالة مدفون. حقد لا تغييره الأيام وان استطالت لسنين وقرون، و لا تستهويهم مسيرات التنديد في نيويورك ولندن و باريس و بون. خشيتهم على ماء شعير يحتسون، لو يفقدونه ما تراهم لغيره شاربون، و بنات الهوى تروح و تغدو بينهم فينعمون، ذلك ديدنهم و هاجس خلفيتهم الايدولوجية التي عنها يدافعون، عقلية تدفعهم لنكران قيم الحرية ومناصرة الضعيف والانتصار له، فمتى يفيقون؟