كل عام ونحن جميعا بخير، وحمانا الله وإياكم من التحول إلى كائنات تأكل التبن والشعير، فقد جاء رمضان شهر التوبة والغفران، لتعم الطمأنينة كافة النواحي والأركان، ما عدا أفغانستان، التي ضاعت بين عناد طالبان وصلف الأمريكان، وأهنئكم بالاعتزال المؤقت لرزان، التي أعلنت احتجاب برامجها في الشهر الذي تقيد فيه الشياطين والجان، وأمنياتي لكم بالفوز بالجوائز الثمينة، من خلال برامج تسألكم عن عدد أحرف السين في سينا!! ولكن إياكم والمسلسلات التلفزيونية، لأنها تؤدي إلى التهاب الغدة الكظرية، وعليكم بزكية زكريا، بأسنانها النشاز وخدودها الإسفنجية، لأنها الترياق المضاد لفتيات الفياجرا الفضائيات، اللواتي سيشكلن كابوسا وهن رائحات غاديات، يملأن أمسياتنا فجاجة وعقولنا لجاجة، بأشياء لسنا بها في حاجة، وتشقشق الواحدة منهن كدجاجة، جافاها الديك وعشقها الثعلب، وتمعن النظر في مساحيقها وتكتشف أنها "مقلب"، وهناك برامج الكاميرا الخفية، التي تفضح كوننا أمة همجية، فما من حلقة إلا وتنتهي بمشاجرة، لأنها أصلا خالية من الفكر والمفاكرة، وسيطل علينا داود حسين ليل نهار، ومعه بنت الشرّاح انتصار، ولا تنس جورج قرداحي، وركّز معه وخلي مخك صاحي، فقد تكسب المليون، عندما ينبت الورد في الغليون، واعمل على حشو البطن بكل ما هو دسم، حتى يخف منك العقل ويترهل الجسم، فبرنامج "وزنك ذهبا" في انتظارك، طوال هذا الشهر المبارك، وافطر بالكبسة وتسحّر بالمكبوس، حتى تشتعل في بطنك حرب البسوس، ثم نم ما بين عشر إلى عشرين ساعة، خاصة إذا كنت موظف حكومة لا حرفة لك أو بضاعة، وخلال ما تبقى من وقت عليك بالبلوت، لأنه يجعل الوقت يمضي ويفوت، وهناك أيضا معارك كأس العالم المقبلة لكرة القدم، التي قيل لنا إنها سبيلنا إلى الرقي إلى مصاف الأمم ذوات الهمم، تابعها وتحسر على عهد مارادونا، الذي تكور بعد أن شبع لهوا ومجونا، وفي السبع الأواخر ستتحفنا الفضائيات بمفاجآتها أيام العيد، من مطربات وكواعب وغيد، ولابد وحتما هناك عبد الله بالخير، الذي يتغنى بشعر المتنبي والبهاء زهير: يا ليلة دانة..من عيون بخيتة ومرجانة..قالت في قلبي ماكو خانة..وسامح قلبي من خانه! لا سامح الله الفضائيات، ونساءها الفاجرات، اللواتي ينقضن الوضوء والصوم، ببضاعتهن التي تلوث الجوف عبر العين والبلعوم!!