شهدت البرتغال، تظاهرات حاشدة، شارك فيها مئات آلاف الأشخاص في لشبونة خصوصا، احتجاجا على اجراءات التقشف، التي يطالب بها الدائنون الدوليون، لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد. وقالت حركة "لتذهب الترويكا إلى الجحيم" غير السياسية، التي دعت إلى هذه التظاهرات في لشبونة، وأكثر من ثلاثين مدينة أخرى، إنّ نصف مليون شخص شاركوا في تظاهرة العاصمة. وانطلقت تظاهرة العاصمة على وقع أغنية "غرانديلا فيلا مودرنا" التي أصبحت رمز الحركة الاحتجاجية في البلاد، بعد أن كانت نشيد ثورة القرنفل عام 1974 ضد الديكتاتورية. وامتدت التظاهرات من أقصى الشمال في "بورتو" التي جمعت نحو 400 ألف متظاهر، إلى مدينة "فارو" الساحلية في أقصى الجنوب. والعدو الأساسي بالنسبة إلى المتظاهرين كان الترويكا، أيّ الاتحاد الأوروبي، وصندوق النقد الدولي، والبنك المركزي الأوروبي، التي تفرض على الحكومة القيام بإجراءات تقشف صارمة. وتأتي المسيرات التي خرجت بعد الإعلان عن أكبر زيادات في الضرائب في التاريخ القريب تعبيرا عن أضخم مظهر شعبي للسخط منذ المظاهرات التي اندلعت في سبتمبر الماضي، وأجبرت الحكومة على تعديل بعض اجراءات التقشف التي طرحتها. واحتشد أكثر من 200 ألف محتج في ميدان بارسا دو كومرسيو الذي توجد فيه وزارة المالية والشوارع المحيطة وهم يرددون هتافات تقول ان الوقت قد حان لرحيل الحكومة. وحمل كثيرون لافتات كتبت عليها شعارات مثل "التقشف يقتل" و"تسقط اللجنة الثلاثية" و"السلطة للشعب" في اشارة لما يعرف بلجنة المقرضين الثلاثية التي تضم المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي. وترددت اغنية "جراندولا" - التي كانت اغنية "ثورة القرنفل" عام 1974 التي اطاحت بالدكتاتورية الفاشية لانطونيو سالازار بعد انتفاضة للجيش - بين جموع المواطنين في لشبونة التي يعيش فيها نحو ثلاثة ملايين نسمة. وتزايد استخدام المحتجين للأغنية على مدار الأسابيع الماضية لمقاطعة وزراء الحكومة اثناء القائهم لخطب عامة. وهذه المسيرات التي تتزامن مع المراجعة ربع السنوية التي يقوم بها مفتشو الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي هي اكبر احتجاجات منذ اعلان الحكومة الشهر الماضي أن الانكماش الاقتصادي سيبلغ تقريبا ضعفي توقعاتها الأولية.