دعت حركة وفاء في بيان بمناسبة ذكرى الاستقلال جميع القوى الوطنية إلى "تقويم أدائها ومراجعة خياراتها وما شابها من انحراف وتصحيح المسار والتوحد على هدف بناء الدولة الوطنية المستقلة والسعي إلى تحقيق أهداف "مرحلية" للثورة". ورأت الحركة في بيانها أنّ من أهمّ أهداف الثورة هو مجابهة التهاب الأسعار وغلاء المعيشة، وإعادة بناء منظومة القيم وخاصة منها قيمة العمل والعلم والاعتماد على الطاقات الوطنية وترشيد استغلال الثروات لتوفير مواطن الشغل والقضاء على البطالة والكشف عن أرشيف أجهزة النظام المنهار ومؤسساته المالية والإعلامية والاستبدادية لمعرفة الحقيقة وإلغاء قانون مكافحة الإرهاب سيء الذكر عنوان الإملاءات الدولية وإصدار قانون يجرم التطبيع مع الكيان الصهيوني، وإصدار قانون المحاسبة والعدالة الانتقالية لمعالجة جراح المرحلة السابقة وقانون العزل السياسي لرموز النظام المنهار تفاديا لتجدده واستمراره، وإصلاح منظومات الأمن والقضاء والإعلام بما يخدم مصلحة الشعب. وتساءل البيان إن كان الاستقلال الذي ناضل من أجله أجيال من التونسيين قد تحقق فعلا؟ بعد أن كرس النظام السابق، على حد تعبيره، "سياسة التبعية السياسية والاقتصادية للقوى الدولية المهيمنة وخدم مشاريعه الاستعمارية الجديدة وتنفيذ مخططاته الإقليمية والدولية في وضع يده على مصادر الطاقة وثروات الشعوب الضعيفة وفرض التطبيع مع الكيان الصهيوني وتأمين هيمنته الثقافية اعتمادا على أنظمة استبدادية فاسدة". وإجابة على هذا السؤال عبر البيان عن موقف الحركة الذي يذهب إلى الاعتقاد بأن "امتداد قوى الهيمنة الخارجية والمحلية وتشتت القوى الوطنية وضعف أدائها وانعدام الرؤية الإستراتيجية الموحدة وضعف المشترك السياسي حال مؤقتا دون تحقيق هذا الهدف". وأضاف البيان أن حركة وفاء سجلت "فشل التحالف الثلاثي الذي شكل الحكومة في طرح برنامج الثورة للإنجاز، وعمل المعارضة في المقابل على إنكار شرعية التحالف وخلق مناخ من عدم الاستقرار والانفلات والتمرد بما جعل الانتخابات المقبلة مدار وموضوع صراع مفتوح بين الطرفين".