* بعد الجودو والجيجوتسو وغيرها من الرياضيات القتالية: مبارزة الساموراي تحط الرحال في تونس
تشهد الساحة الرياضية في السنوات الأخيرة بروز عدد من الرياضات الجديدة على الشارع والشباب التونسي وآخر ما رصدته "الضمير" في الفترة الماضية ظهور رياضة تعتبر من أقدم الرياضات في العالم وهي المبارزة بالسيف التقليدية اليابانية "الكندو" التي تعني "طريق السيف"، التي تصنف ضمن خصوصيات "الساموراي" وهم المقاتلون وحراس الملوك في الإمبراطورية اليابانية القديمة التي برزت مع ظهور أول للآلات الحربية أو المعدات المعدنية وهي السيف، "الضمير" التقت مهاجرا تونسيا حل بربوع الوطن بعد ثورة 14 جانفي 2011، وهو سفيان الباجي أحد شبان تونس الذين غادروها منذ أكثر من عشرين عاما ليعود وفي حوزته مشروع بإدخال فن جديد إلى فنون القتال المنتشرة في أوروبا والتي يمارسها عدد كبير من الشباب في بلدان القارة العجوز. من فرنسا إلى تونس في بداية حديثنا أردنا أن نتعرف إلى سفيان الباجي الذي قال إنه تونسي في ال43 من عمره هاجر تونس بداية التسعينات لأسباب سياسية ليست بموضوع حديثنا، حيث قال إنه كان كغيره من الشباب يتلقى دروسا في الفنون القتالية بعدد من قاعات الرياضة بمدينة نيس الفرنسية أين شدت انتباهه رياضة قتال بالسيف التقليدي الياباني وهو سيف من خشب الخيزران مغطى بطبقة من القماش أو "الموس" تعتبر واحدة من أبرز الرياضات المنتشرة في اليابان وأوروبا والعالم وهي سليلة رياضة "الكاجينتسو" التي تعني الطريقة الحربية لاستعمال السيف وهي الطريقة التي كان يتعلمها الساموراي حراس الملوك والأباطرة وهي مصنفة ضمن فنون "الووشو" القتالية التي تعتمد السف لحماية النفس ولا تعتمد في غير ذلك، وقال إنه بدأ ممارسة اللعبة لسنوات إلى حد تحصيله الدرجة الثانية من الحزام الأسود الذي تصل أعلى درجاته إلى سبع، وتقام منافسات دولية وبطولات عالمية في مختلف دول العالم للتعريف بهذه الرياضة ونشرها، وهو ما يعتزم القيام به في تونس. كيفية المبارزة وبالمرور إلى كيفية ممارسة هذه الرياضة فهي استخدام ممارسها لسيف خشبي عوضا عن السيف الحقيقي مع ارتداء قناع يشبه إلى حد كبير الذي يرتديه لاعبو المبارزة ولكن تتدلى منه قطعتان من القماش السميك لتغطية الكتفينلممارسة رياضة الكندو يحتاج الشخص الى اولا السيف الخشبي و هو مصنوع من الخيزرانثانيا الدرع وهو مكون من اربع اجزاء اولا الخوذة (مين) وهي تحمي من أي ضربات إلى الرأس والوجه، حماية الأذرع تأتي من (كوتي) وهذه تحمي من المعصم الى المرفق، و حماية الصدر تعتمد على (دو) والقطعة تحمي الصدر والبطن، وحماية من الخصر الى الركبة تعتمد على قطعة (تاريه)، أما بالنسبة للزي فهو عبارة عن جلباب أزرق أو أسود فضفاض له أكمام قصيرة واسعة. وفي المباراة يحاول كل لاعب أن يضرب الآخر بالسيف مستهدفا وجه الخصم أو جسمه أو ذراعيه، وفي حالة تسديد السيف على العنق أو أحد المواضع المذكورة في جسم الخصم في مناسبتين يعتبر الخصم مهزوما، ويسمح القانون للاعب بإطلاق الصيحات العالية طوال المباراة ليظهر قوته ومدى شجاعته واستعداده لمواجهة خصمه، ولا تعتمد اللعبة على تحديد الأوزان للاعبين وإنما تكتفي بتحديد زمن المباراة بست دقائق. رياضة جديدة ورهان انتشارها في تونس واشار محدثنا أن هذه الرياضة تمارس في عدد كبير من دول العالم وفي العالم العربي توجد قاعات في الأردن وفي إفريقيا تنتشر في جنوب إفريقيا، وتعتبر دول اليابان والصين وتايوان وأمريكا وفرنسا وكندا والبرازيل الأكثر ممارسة للعبة بين شبابها، وتأسس أول اتحاد لهذه اللعبة عام 1909 باليابان ثم تأسس الاتحاد الأوروبي عام 1968 الذي نظم أول بطولة أوربية في عام 1969 ثم نظمت اليابان أول بطولة للعالم بطوكيو عام 1970 وبعد ذلك اتخذ الاتحاد الدولي للكندو اليابان مقرا له. بداية بطيئة وطموح بأن تنافس الكاراتيه والجودو بعد سنوات وبالحديث إلى وصوله إلى تونس أكد سفيان أنه في البداية وجد صعوبات في الوصول إلى سلطة الإشراف للتمكن من توفير قاعة لممارسة هذه الرياضة وبالكثير من الاتصالات والعلاقات الشخصية بدأ يكون ناديه الخاص بجهة رادس من ولاية بن عروس ولم يرتفع عدد المنتبهين للنادي كثيرا فجدد محاولاته وتمكن في الفترة الماضية راسلته السفارة اليابانيةبتونس لدعمه وتفير عدد من الأدوات التي تستعمل في ممارسة هذه الرياضة وذلك إثر تقدمه بطلب في الغرض نجح في نيل مراده رفقة بلدين آخرين من جملة عشرين طلبا رسميا، وقال سفيان أن الرياضة موجودة تحت لواء جامعة "الجودو" التي طلبت إليه التوجه إلى وزارة الشباب والرياضة لتمكينه من مكان للتدريب فيه، وهو ما لم يوصله إلى حل إلى حدود كتابة هذه الأسطر قبل أن يمكنه المركز الشبابي والرياضي بالمنزه السادس من قاعة في مناسبتين أسبوعيا للتدريب حيث قال "هي بالأساس قاعة رقص وتتوفر شروط تدريب الكندو التي تتطلب أن تكون الأرضية خشبية وبدأ عدد المنتسبين يرتفع شيئا فشيئا حيث قارب منذ بداية التمارين بداية الشهر الماضي إلى الآن إلى قرابة الاثني عشر تلميذا أعمارهم بنين ال17 والثلاثين عاما بين الذكور والإناث". افتتاح رسمي للنادي في المنزه السادس وختم محدثنا مؤكدا أنه على وعي بصعوبة نشر الفكرة لكن بالعودة إلى بداية انتشار رياضات الجودو والكاراتيه وغيرها فهو على يقين بأنه سيصل الهدف الذي يصبو إليه، ونشير في الختام مرورنا بهذه الفن القتالي الجديد أن نادي الكندو هذا سيفتتح رسميا بالمركز الشبابي والرياضي بالمنزه السادس اليوم الخميس.