اعتبرت المعارضة السورية، اليوم الخمييس 18 أفريل، أن الحديث المتلفز للرئيس بشار الأسد، أمس، يعكس "انعزاله عن الواقع"، بينما رفض الأردن التدخل العسكري في الأزمة السورية غداة تحذير الأسد من أن يطال "حريق" بلاده المملكة المجاورة. وغداة قول الرئيس السوري بشار الأسد لقناة "الإخبارية" السورية إنّ بقاءه أو رحيله مرتبط بما "يقرره الشعب" السوري وتشكيكه ب"وطنية" المعارضة، اعتبر "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة" السورية أن هذه التصريحات" مشهد يكشف انعزال الأسد المطبق عن الواقع وعماه عن الفساد والخراب والدماء التي أوغل فيها". ورأى الائتلاف أن "نهجه في ادعاء السيطرة وإنكار الآخر والغياب عن الواقع واقتراح حلول لا علاقة لها بالأزمات التي يدّعي حلها، لا يختلف عن نهج من سبقه من الطواغيت، وحاله اليوم كحال فرعون الذي قال ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد". ورد الائتلاف على تصريح الأسد بخصوص الحوار بأن "الهيئة الممثلة لكل السوريين، والمنبثقة عن ثورتهم وتضحياتهم وإرادتهم"، مؤكداً أنه "لا يستمد وجوده وشرعيته إلا من هذه الثورة، ولا مصير له بعيداً عن مصيرها الذي يرتضيه لها الشعب السوري". وكان الأسد قد قال أيضا إن الغرب سيدفع ثمن "تمويله" لتنظيم "القاعدة" في سوريا، في "قلب أوروبا وقلب الولاياتالمتحدة"، مشدداً على أنه لا خيار لنظامه إلا "الانتصار" في المعارك القائمة في بلاده، وإلا "تنتهي سوريا". من جهتها، سارعت عمان إلى تأكيد موقفها "الثابت" رفضاً لأي تدخل عسكري في سوريا، وذلك غداة إعلان الولاياتالمتحدة إرسال 200 جندي إلى الأراضي الأردنية. وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام وزير الشؤون السياسية والبرلمانية، الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني، إن "موقف المملكة مما يجري في سوريا لم يتغير وهو ثابت ضد أي تدخل عسكري، ويدعو إلى حل سياسي شامل يوقف دوامة العنف والدم هناك". وامتنع المومني عن التعليق مباشرة على حديث الأسد، مشيراً إلى "تدارس الموقف لأن لذلك تداعيات سياسية وأمنية" على المملكة التي تستضيف قرابة نصف مليون لاجئ سوري. وأكد المسؤول الأردني أن "إرسال أفراد من الجيش الأميركي إلى الأردن هو ضمن التعاون المشترك المعتاد بين القوات المسلحة الأردنية والجيش الأميركي»، وذلك تعقيباً على إعلان وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل، أمس، تعزيز وجود بلاده العسكري في الأردن لتدريب الجيش الأردني واحتمال التدخل لضمان أمن مخزون الأسلحة الكيميائية في سوريا. واليوم، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في حديث إلى هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" من أن وقوع أسلحة متطورة في أيدي مقاتلي المعارضة يعني إعادة تحديد التهديدات الأمنية الإقليمية. وأضاف إن قلق الكيان الصهيوني يرتبط بمعرفة "أي متمردين وأي أسلحة؟"، مؤكداً "نحن لسنا عدوانيين ولا نسعى إلى مواجهة عسكرية. لكننا مستعدون للدفاع عن أنفسنا في حال اقتضت الحاجة، وأعتقد أن الجميع يعلم بأن ما أقوله موزون وجدي".