افتتحت اليوم الأربعاء 24 أفريل بتونس أشغال الدورة 54 للجنة السياحية للمنظمة العالمية للسياحة بإفريقيا تحت شعار ''السياحة الإفريقية في مواجهة العراقيل والتحديات، النجاح وعدم النجاح'' لدراسة الإستراتيجيات والبرامج التي يمكن إنجازها للنهوض بالسياحة الإفريقية. وكان ذلك بحضور وزير السياحة جمال قمرة والأمين العام للمنظمة العالمية للسياحة طالب الرفاعي ووزير السياحة والثقافة ب"بركينا فاسو" بابا حما ورئيس الحكومة علي لعريض، إلى جانب 15 وزيرا للسياحة من مختلف البلدان الإفريقية وأكثر من 250 مشاركا من جميع البلدان الإفريقية والعربية وحتى العالمية. وأكد وزير السياحة جمال قمرة خلال الندوة أن بلدان القارة الافريقية قادرة على الرفع من عدد الوافدين عليها من خلال تظافر الجهود وتشخيص النقائص وتحسين الخدمات والجودة والنهوض بالصناعة السياحية، ودعا إلى وضع مقترحات وتصورات قابلة للإنجاز وقادرة على الحد من مشاكل الفقر والبطالة. وفي ما يخص قطاع السياحة في تونس أشار وزير السياحة إلى أن أداء القطاع السياحي قد تراجع ب 35 بالمائة خلال السنة المنقضية إذ بلغ عدد السياح الوافدين على تونس ستة ملايين سائح بعد أن بلغ 7 ملايين في سنة 2010، مؤكدا أن الوزارة ستعمل بالاشتراك مع كل الأطراف المعنية على أن يعود عدد السياح إلى نسقه العادي غلى أن يبلغ 10 ملايين سائح في آفاق 2016. وأفاد قمرة أن الحكومة شرعت في تطبيق استراتيجية عمل مرحلي في أفق 2013 – 2016 يتضمن محاور رئيسية أهمها إعادة التأهيل وتنويع المنتوج السياحي ومواكبة التكنولوجيا الحديثة والنهوض بالتسويق والترويج، وقد انطلقت الوزارة في تجسيم هذه الاستراتيجية لتحسين جودة الخدمات والعمل على الاستجابة لمتطلبات الوافدين على تونس على حد تعبيره. وشدد الوزير على ضرورة تقوية الروابط وعلاقات الصداقة بين البلدان الافريقية والمزيد من اتفاقيات الشراكة والتعاون في قطاع السياحة للاستجابة إلى التطلعات الجديدة في هذا القطاع والعمل على تنفيذ آليات مشتركة خدمة للمصالح، مشيرا إلى أن تونس تطمح للحصول على العضوية في المجلس التنفيذي للجنة الافريقية للمنظمة العالمية للسياحة. وذكّر جمال قمرة بأهمية قطاع السياحة في الدفع بعجلة الاقتصاد من خلال مساهمته ب 7 بالمائة من الناتج الداخلي الخام و11 بالمائة من اليد العاملة النشيطة، وأن قطاع السياحة هو ثاني قطاع يدر العملة الصعبة للبلاد ، قائلا إنّ "الأحداث التي شهدتها تونس منذ الثورة رغم النتائج الايجابية التي تحققت منذ ذلك الوقت، إلا أن قطاع السياحة قد تأثر بهذه الأحداث مما أدى إلى تراجع آدائه". من جهته شدد وزير السياحة والثقافة ببركينا فاسو "بابا حما" على تبادل الآراء بين العاملين في قطاع السياحة لتدارس الصعوبات والتحديات التي تواجه السياحة الافريقية ، والجمع بين العناصر المفيدة والمريحة ومعالجة القضايا الأساسية للتعاون والشراكة بين القطاعين العام والخاص. وقال "إننا نتطلع بكل مسؤولية إلى مناقشة كل المسائل العالقة بدعم من المنظمة العالمية للسياحة من خلال وضع خطط مريحة لمعالجة سياحة البلدان الافريقية وطرح السياحة كحل وليس كمشكل ''. وكان رئيس الحكومة على لعريض قد أشار في مداخلته خلال الندوة، إلى ضرورة تسهيل عملية الحصول على تأشيرة بين البلدان الافريقية وتوفير وسائل التنقل الملائمة والتخفيف من الضرائب للحصول على التأشيرة وذلك من أجل تدعيم القطاع السياحي وتسهيل علاقات التعاون والشراكة بين البلدان الافريقية. ودعا لعريض إلى تقديم برنامج عملي على المدى القصير والمتوسط واتخاذ اجراءات عاجلة ووضع ميثاق للجودة وتنويع أنماط القطاع السياحي وإعداد دراسة حول اعادة هيكلة المؤسسات المشرفة على القطاع السياحي.