تقرر تكوين لجنة وطنية مكوّنة من ممثلين عن رئاسة الجمهورية ووزارات الثقافة والسياحة والتجهيز والبيئة والداخلية والدفاع الوطني وأملاك الدولة والشؤون العقارية لإعادة النظر في مشروع إقامة معلم حنبعل، بأحد فضاءات الميناء البونيقي القديم بضاحية قرطاج تخليدا لهذا القائد التاريخي العظيم وذلك في إطار إعادة تهيئة كامل منطقة منتزه قرطاج سيدي بوسعيد الأثري. وستتكفل وزارة الثقافة برصد الاعتمادات الضرورية ضمن ميزانية سنة 2014 لتأمين انطلاق إنجاز هذا المشروع، وجاء القرار إثر زيارة أداها رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي إلى الموقع الأثري "حمامات أنطونيوس" والموانئ البونيقية بضاحية قرطاجتونس مساء أمس الاثنين 20 ماي 2013. وقد رافق رئيس الجمهورية خلال هذه الزيارة كلّ من وزير الثقافة مهدي المبروك ووزير الداخلية لطفي بن جدّو ووزير السياحة جمال بن قمرة ووزير التجهيز والبيئة محمد سلمان. وقد قدم عدد من خبراء المعهد الوطني للتراث للمرزوقي والوفد المرافق له نبذة عن هذا المعلم الأثري وتاريخه وأهمّ الترميمات التي شهدها بهدف المحافظة عليه ومزيد تثمينه كتراث إنساني. واستعرض الخبراء بعض المخاطر التي تحدق بهذا المعلم وتهدد العديد من مكوناته وخصائصه التراثية والأثرية، وخاصة البناء دون رخصة والانتصاب الفوضوي للأكشاك والمقاهي في محيط الموقع، إلى جانب تحوّل البناء البونيقي بقرطاج إلى مرفئ للمراكب السياحية ومراكب الصيد البحري. وسجلت هذه الزيارة حضور نشطاء من المجتمع المدني وعدد من ممثلي جمعيات مهتمة بالآثار الذين دعوا مصالح الداخلية للتدخل لإيقاف كلّ التجاوزات والاخلالات المسجلة في محيط الموقع حفاظا على خصائصه التراثية والمعمارية إلى جانب دعوة بلدية قرطاج إلى اتخاذ إجراءات وتراتيب ضرورية لوضع حدّ لهذه التجاوزات.