أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن إطار جديد لاستخدام الطائرات المسلحة من دون طيار إضافة إلى تدابير جديدة في محاولة للتوصل إلى إغلاق معتقلغوانتنامو العسكري، وذلك في خطاب مطوّل خصّص لاستراتيجية مكافحة الإرهاب بالولاياتالمتحدةالأمريكية أمس الخميس 23 ماي 2013 أمام جامعة الدفاع الوطني في واشنطن. وشدد خلال كلمة ألقاها حول مستقبل الحرب على الإرهاب على أن "الإسلام ليس في حرب مع الغرب، وأن الأخير ليس في حرب مع الإسلام". وقال إن "التعاون الاستخباراتي مع السعودية ساهم في تجنب تدمير طائرة فوق الأطلسي"، مضيفا "أنفقنا خلال العقد الماضي تريليون دولار على الحرب، ما تسبب في كساد، وفقدنا 7 آلاف جندي في الحرب على الإرهاب خلال العقد". وأكد أوباما أن "القاعدة فيأفغانستان وباكستان في طريقها إلى الهزيمة، وهي لم تنفذ هجوماً كبيراً منذ ما ارتكبته عام 2011، والقاعدة الآن تفكر في أمنها بدلاً من التخطيط لهجمات"على حدّ قوله. وأوضح أوباما أنّه وقّع مذكّرة جديدة تحدّد الظروف التي يمكن فيها لبلاده أن تستخدم الطائرات من دون طيار لشن ضربات في الخارج. وتنص هذه المذكرة على أن الأشخاص المستهدفين بهذه الضربات ينبغي أن يشكلوا خطرا "وشيكا" على الأمريكيين، ووضح الرئيس الأمريكي في هذا الإطار أن هذه الضربات لا يمكن أن تحصل إلا إذا كان من الصعوبة الوصول إلى مكان اعتقال المشتبه به. وقال أوباما إنّ اللجوء إلى الطائرات من دون طيار بات له إطار مشدد، لن تلجأ الولاياتالمتحدة إلى ضربات حين تستطيع القبض على إرهابيين، مشيرا أنّ أولوياتهم دائما هي القبض عليهم واستجوابهم وملاحقتهم أمام القضاء. وتابع أوباما "قبل شنّ ضربة، ينبغي أن يكون هناك شبه يقين أنه لن يقتل أو يصاب أي مدني"، مشيرا إلى ضرورة الموازنة بين خطر سقوط ضحايا مدنيين وخطر سقوط ضحايا جراء هجمات قيد الإعداد. وتطرّق أوباما في خطابه إلى قضية أنور العولقي وذلك غداة إقرار إدارته بأنها مسؤولة عن مقتل الإمام المتطرف الأمريكي اليمني في قصف لطائرة من دون طيار في اليمن في سبتمبر 2011. وكان هذا الاغتيال قد أثار قلق مجموعات الدفاع عن حقوق الإنسان، وخصوصا وأنّ الدستور الأمريكي يكفل لمواطنيه الإفادة من ألية قضائية. وفي هذا السياق قال أوباما "حين يتوجه أميركي إلى الخارج لشن حرب علىالولاياتالمتحدة وحين تعجز أمريكا وشركاؤها عن اعتقاله قبل أن ينجز مؤامرته، فإن جنسيته لن تحميه، وكذلك فإن شخصا معزولا يطلق النار على حشد يجب ألا تحميه قوات من الشرطة. من جهة أخرى، أعلن باراك أوباما في خطابه أنه سيرفع القيود عن نقل معتقلين في سجنغوانتنامو في كوبا إلى اليمن، منبها إلى أن ملف كل من هؤلاء المعتقلين سيتم درسه على حدة.