نظّمت مؤسّسة التّلفزة، اليوم الخميس 30 ماي 2013، بمناسبة الذّكرى 47 لتأسيسها ندوة دوليّة حول التّلفزيون العمومي بعنوان "ضمانات تحقيق الاستقلاليّة والحياد" والّتي شهدت حضور كلّ من رئيس الحكومة علي لعريّض والنائبة الأولى لرئيس المجلس الوطني التّأسيسي محرزيّة العبيدي. وانطلقت النّدوة بعرض فيلم وثائقي قصير حول التّلفزة الوطنيّة يجسّد عمل 47 عاما من العمل التّلفزي وأهمّ المحطّات الّتي شهدتها المؤسّسة منذ تأسيسها في 1966. وقالت الرّئيسة المديرة العامّة للمؤسّسة خلال مداخلتها أنّ التّلفزة نجحت في وضع الخطوات الأولى والمضيّ قدما في إصلاح ما أفسدته حقبة كاملة من تاريخ البلاد اتّسمت بتطويع المؤسّسة من طرف الحكومة. وأضافت بحرون أنّ "التّلفزة اليوم يمسك بها أبنائها ولا خوف عليها من الدّخلاء وأنّهم في الخطوات الأخيرة لوضع الهيكل التّنظيمي لمؤسّسة تتحدّث باسم الشّعب لا باسم الحكومة"، على حدّ تعبيرها. وأشار رئيس الهيئة العليا المستقلّة للاتّصال السّمعي البصري النّوري اللّجمي في كلمته الّتي تلاها عضو الهيئة الحبيب بلعيد، أنّ تأسيس الهيئة كان حدثا فريدا من نوعه خصوصا وأنّ غياب إطار قانونيّ يكرّس حرّيّة الإعلام واستقلاليّته مكّن النّظام السّابق من بسط سيطرته على الإعلام مؤكّدا أنّ حريّة التّعبير هو الانجاز الوحيد تقريبا الّذي يحسب للثّورة وسيقع تنظيمه من خلال المرسوم عدد 116، معتبرا أنّ الهيئة المستقلّة هي أكبر ضامن لاستقلاليّة الإعلام. وقال المنجي الخضراوي الكاتب العام لنقابة الصّحفيّين التوّنسيّين أنّ التّلفزة تقدّمت خطوات كبيرة في تحقيق استقلاليّتها كمؤسّسة عموميّة لا كمؤسّسة حكوميّة كما كانت في السّابق، عكس الإذاعة الوطنيّة الّي مازالت خارجة عن السّياق على حدّ تعبيره. وأضاف الخضراوي " يجب التّأكيد على التّدريب وصناعة الكفاءات لضمان إعلام حرّ ومحايد، وذلك لا يكون إلاّ بوجود الدّعم المادّي، واشتراط عدم وجود إخلالات ماليّة مع توفير الإمكانيّات للهيئة العليا المستقلّة للاتّصال السّمعي البصري بالإضافة إلى توفير أموال عموميّة حتّى لا تضطرّ المؤسّسة العموميّة إلى الإشهار الّي يتحكّم في مضمن المادّة الإعلاميّة". لعريّض: الثّورة حرّرت الإعلام قال رئيس الحكومة علي لعريّض خلال كلمته إنّ ثورة الكرامة والحريّة مثّلت حدثا فارقا في تاريخ تونس حيث أصبحت حريّة التّعبير واقعا ملموسا وحقّا مكفولا تمّ تدعيمه في مشروع الدّستور الجديد ويجب أن يكون العمل بكلّ إخلاص وثبات على صون هذا الحقّ وتثمينه. وأكّد لعريّض أنّ من أهمّ مقتضيات نجاح المواعيد السياسيّة القادمة كالانتخابات التّشريعيّة والرّئاسيّة هو أن تضمن الدّولة حريّة التّعبير والإعلام لكلّ القوى الحيّة والأطراف الفاعلة مشيرا إلى أنّ الإعلان عن إنشاء الهيئة العليا المستقلّة للاتّصال السّمعي البصري يمثّل شروعا في تركيز لبنة جديدة على طريق إحداث مؤسّسات الدّولة واستكمال هيئاتها التّعديليّة وستليها محطّات أخرى كالإعلان على تركيز الهيئة المستقلّة للانتخابات والهيئة الوقتيّة للقضاء العدلي للوصول إلى مرحلة المؤسّسات الدّائمة والمستقرّة.