تمكّنت قوات الجيش والشرطة المصرية من فض اعتصام مؤيّدي الرئيس المقال محمد مرسي أمام دار الحرس الجمهوري بحي مدينة نصر بالقاهرة، وذلك بعد أحداث دامية راح ضحيتها أكثر من 50 قتيلا، غير أن حوالي 500 من المعتصمين لا يزالون حتى ظهر اليوم يرفضون الخروج من مسجد مجاور لمنطقة الأحداث "خشية التنكيل بهم". وأغلقت قوات الأمن جميع الطرق المؤدية إلى دار الحرس الجمهوري، وفرضت طوقاً أمنياً من بداية جامعة عين شمس وحتى شارع الطيران القريبين من الموقع. وقال "مصعب محمد"، طبيب ميداني من أطباء إعتصام "رابعة العدوية" لمراسل الأناضول: "يوجد بداخل مسجد المصطفى بشارع سالم المجاور لاعتصام الحرس الجمهوري، أي في قلب منطقة الطوق الامني، ما بين 300 إلى 400 شخص تابعين لجماعة الاخوان المسلمين موجودين داخل المسجد، ويرفضون الخروج من داخل المسجد خوفا من التنكيل بهم من قبل قوات الأمن". وحسب مراسل الأناضول، فإن المسافة التي تفصل بين المسجد وقوات الأمن من ناحية شارع صلاح سالم تبلغ 300 متر فقط. ورصد مراسل الأناضول تواجد مكثف لقوات الجيش في محيط المسجد وبجوار نادي الحرس الجمهوري حيث كان مقر الاعتصام مساء أمس وأحصى المراسل عدد 23 ناقلة جنود، وما يقرب من 18 عربة صغيرة "بوكس جيش" في محيط المسجد. وقال مراسل الأناضول إن طواقم تنظيف وتجميل الشوارع التابعة لمحافظة القاهرة بدأت في تنظيف آثار الاعتصام، وأثار الدماء الموجودة في محيط الحرس الجمهوري، غير أن ذلك قد يشكل عائقا أمام جهات التحقيق التي طالبت قوى سياسية بفتح تحقيقات في ملابسات الحادث. وبحسب المستشفى الميداني لاعتصام أنصار مرسي، أمام مسجد رابعة العدوية شرقي القاهرة، فقد سقط أكثر من 53 قتيلا ونحو ألف مصاب بعضهم إصابته خطيرة، إثر تعرضهم لإطلاق نار من جانب الجيش، بحسب روايتهم. وقال محمد سلطان رئيس هيئة الإسعاف المصرية التابعة لوزارة الصحة إن "الأحداث أسفرت عن 42 قتيلاً، و329 مصاباً حتى الساعة 12:15 بتوقيت القاهرة". وأكدت جماعة الإخوان المسلمين حدوث "مجزرة" من جانب قوات الحرس الجمهوري ضد المعتصمين أمام مقر الحرس وقيام هذه القوات بإطلاق النار على المصلين أثناء سجودهم في الركعة الثانية من صلاة الفجر. من جانبه، أعلن الجيش المصري في بيان له أن ضابطاً قتل وأصيب عدد آخر من المجندين أثناء تصديهم لمحاولة "مجموعة إرهابية مسلحة" اقتحام دار الحرس الجمهوري، فجر اليوم، والاعتداء على قوات الأمن والقوات المسلحة والشرطة المدنية.