تجدّد اليوم الجمعة 12 جويلية 2013 الخلافات داخل قبة المجلس الوطني التأسيسي بين النائبين عمر الشتوي وسامية عبّو من جهة والمقرر العام للدستور الحبيب خضر، وقد كرّر الشتوي وعبّو اتهامهما للهيئة المشتركة للتنسيق والصياغة بتزوير الدستور والتلاعب به والتعسف على أعمال اللجان التأسيسية والنواب، و أكّد النائبان أنّ الإحتجاج الذي شنّاه خلال اليوم الأوّل من النقاش العام بشأن الدستور كان إحتجاجا مشروعا وتنديدا بالتلاعب بالمشروع وليس تشويشا كما وصفه بذلك بعض النواب. وقال رئيس لجنة السلطتين التشريعية والتنفيذية والعلاقة بينهما عمر الشتوي إنّ الهيئة المشتركة للتنسيق والصياغة المسؤولة الوحيدة عن تشويه صورة المجلس من خلال تعسّفها على أعمال النواب، ممّا قد يساهم في تذليل حظوظ النواب في كسب ثقة المواطنين. وأضاف عمر الشتوي أنّه كان من المقصود أن لا يتم تدوين محاضر جلسات الهيئة المشتركة للتنسيق والصياغة، مع الإشارة أنّه طالب شخصيا منذ شهر أفريل الماضي بأن يتم مدّه بمحاضر جلسات الهيئة. كما ندّد عمر الشتوي بحذف عدة فصول وخاصّة الفصول المتعلقة بالرقابة على الأمن والجيش، وطالب بتقديم تفسير لذلك من مقرر الهيئة المشتركة للتنسيق والصياغة. من جانبها قالت النائبة سامية عبّو إنّ ما قامت به مجموعة من النواب من احتجاج يعدّ قليلا مقارنة بما إركتب من أخطاء وتجاوزات خطيرة في مضمون مشروع الدستور، مؤكّدة أنّها ما تزال ضدّ هذا المشروع الإستبدادي على حدّ تعبيرها. أمّا في ما يتعلّق بالتوطئة وتحديدا بعبارة "تأسيسا على تعاليم الإسلام" أكّدت عبّو أنّها ليست ضدّ إدراج تعليم ومبادئ الإسلام إنّما الشكل الذي وردت به وبإعتبار أنّ الدستور سيكون مؤسّسا على هذه المبادئ فإنّ ذلك قد يجعل منها فوق الدستور وهذا يمس من علوية الدستور حسب قولها. وتابعت سامية عبّو قائلة "إذا لم يتم التوصل إلى توافقات في أقرب الأجال داخل لجنة التوافقات فإنّني سأعلن تمردا داخل قبة المجلس". وفي سياق آخر طالب النائب عن التحالف الديمقراطي محمود البارودي بإعطاء مزيد من الصلاحيات لرئيس الجمهورية لأنّه من غير المقبول أن لا يتم منح صلاحيات لرئيس منتخب من أغلبية الشعب، ودعا البارودي في تدخله جميع الأطراف إلى ضرورة التوافق بشأن هذه المسألة وتفعيل الأطر الحوارية الأخرى خاصّة الحوار الذي يشرف عليه الاتحاد العام التونسي للشغل وتفعيل عمل لجنة التوافقات. وفي سياق الردّ على بعض التساؤلات أكّد المقرر العام للدستور الحبيب خضر أنّ الهيئة المشتركة للتنسيق والصياغة هي هيكل من هياكل المجلس. أمّا بخصوص مسألة إمضاء محاضر الجلسات، قال الحبيب خضر إنّ لجنة السلطتين رغم أنّها أنهت أشغالها قبل إنهاء الهيئة المشتركة أعمالها فإنّ رئيس لجنة السلطتين عمر الشتوي لم يمضي محاضر جلسات لجنته. من ناحية أخرى أجاب الحبيب خضر أنّ ما حدث يوم غرّة جويلية الماضي من إحتجاجات من قبل عدد من النواب كان تشويشا في اليوم الأوّل من النقاش العام للدستور. وعلى إثر إحتدام النقاش بين النائبين عمر الشتوي وسامية عبو من جهة والحبيب خضر من جهة أخرى قررت رئيسة الجلسة محرزية العبيدي رفع الجلسة ومن ثم العودة لإستكمال أشغالها. وقد إتهمت سامية عبّو رئيسة الجلسة بعدم التحلّي بالحياد وطالبت بتعيين رئيس جلسة محايد وليس رئيس جلسة من حركة النهضة.