حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله إذا أحب عبدا دعا جبريل فقال إني أحب فلانا فأحبه قال فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء قال ثم يوضع له القبول في الأرض وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول إني أبغض فلانا فأبغضه قال فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه قال فيبغضونه ثم توضع له البغضاء في الأرض.
محبة الله نوعين: منك، ومن الله، يعني أن أحب الله شيء، والله يحبني شيء آخر... ولو سألنا اي إنسان هل يحب الله ؟ هل هناك من سيقول أنا لا أحب الله ؟ لكن هذا الكلام قد يكون صحيحا أو خاطئا، لماذا ؟ لأنه مرتبط بإيمان الشخص وبفقه الشخص وبعلم الشخص وبعبادة الشخص. وبالتالي الغاية القصوى التي يجب أن يسعى لها الإنسان هي محبة الله له، يعني أن أجعل المولى سبحانه وتعالى يحبني، أما كوني أنا أحب الله فهذا أمر مشكوك فيه، لأن أكثر عبادتنا هي كلام لا غير.
قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ، وأعظم طريق لمحبة الله هو إعلان التوبة ورد المظالم إلى أهلها.
يقول الله سبحانه وتعالى في حديث قدسي: أحب ما يتقرب به إلي عبدي ما افترضته عليه، ولذلك لا تترك الفريضة وانتبه أن تفرط فيها. ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وكنت عينه التي يبصر بها وكنت يده التي يبطش بها، إذا فهو يرى بنور الله ويسمع بنور الله ويتحرك بأمر الله، وهذا هو القبول.
مقتطفات من درس الشيخ حمادي سعادة (جامع الروضة - سكرة)