قال المتحدث باسم الخارجية التركية "لفنت غومروكتشو"، إن المسؤولين اللبنانيين في حالة تأهب لمعرفة مصير طيار ومساعده يعملان لدى الخطوط الجوية التركية، الذين اختطفا صباح اليوم الجمعة 9 أوت في لبنان، وأن تحقيقا يجري بشأن الحادث. وأضاف غومروكتشو أنه لم يعرف بعد مكان الطيارين المختطفين، أو الجهة التي قامت بخطفهما. مشيرا إلى أن بقية طاقم الطائرة في حالة جيدة، وتم نقلهم إلى أحد الفنادق، حيث سيعودون إلى تركيا ظهر اليوم. ومن جانبه، أكد السفير التركي في لبنان "إنان أوز يلدز" أنه لا معلومات لديهم حول الجهة التي خطفت الطيارين التركيين فجر اليوم. وأضاف يلدز لمراسل الأناضول أنه تم التواصل مع المسؤولين اللبنانيين للوقوف على آخر مستجاد خطف الطيارين التركيين العاملين مع "الخطوط الجوية التركية" وهما الطيار "مراد آق بينار" ومساعده "مراد آغجا" وحدثت عملية الخطف أثناء توجه الظاقم إلى الفندق، عندما اعترض مسلحون الحافلة التي تقلهم واختطفوا الطيار ومساعده وتركوا بقية الطاقم. يذكر أنَّ رجل الأعمال التركي "آيضن طوفان تيكين" وسائق إحدى شاحنات النقل "عبد الباسط أصلان" قد اختطافا سابقاً في لبنان وتم الإفراج عنهما في وقت لاحق. وحمّل عباس زغيب، المكلف من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان بمتابعة ملف مخطوفي أعزاز، الحكومة التركية مسؤولية اختطاف طيار تركي ومساعده على طريق مطار رفيق الحريري الدولي بالعاصمة بيروت فجر اليوم الجمعة. وتابع زغيب، في تصريحات هاتفية لمراسلة "الأناضول": "بما أن ملف مخطوفي أعزاز بيد المخابرات التركية، فبالتالي بيد الحكومة التركية اليوم حل الملف والإفراج عن مواطنيها الأتراك وعن المواطنين اللبنانيين المتواجدين في أعزاز منذ أكثر من عام و3 أشهر". وأضاف: "نعلم تماما أن المواطن التركي يساوي الكثير عند دولته، ولكن يجب أن يعلموا أن للمواطن اللبناني أيضا قيمة كبيرة، فإذا كانوا يحترمون مواطنيهم فعليهم أن يحترموا المواطنين الآخرين ويبادروا إلى حل هذه المأساة الإنسانية". ورغم ذلك، نفى زغيب علم المجلس الإسلامي الشيعي بالجهة الخاطفة للطيار التركي ومساعده، مدينا "مبدأ الخطف". وكانت مصادر أمنية لبنانية مطلعة، قالت إن "مسلحين اعترضوا حافلة تابعة لشركة الطيران التركية في بيروت، وخطفوا من بين ركابها الثمانية، الطيار التركي مراد اكيبا، ومساعده مراد اكسا، على جسر الكوكودي في طريق المطار فجر اليوم"، وهو ما أكده كل من وزير الداخلية اللبناني مروان شربل، والسفير التركي في بيروت إينان أويلدز، في تصريحات ل"الأناضول". وما زال التحقيق مستمرا مع سائق حافلة شركة الطيران التركية، ويدعى ماهر محمد زعيتر (41 عاما)، فيما تشهد منطقة الكوكودي انتشارا كثيفا للجيش اللبناني، بحسب مصادر أمنية مطلعة وشهود عيان. وكشفت مصادر مطلعة في مطار رفيق الحريري الدولي أن الطيار التركي المخطوف ومساعده حطّا بطائرة "أيرباص 321" قادمة من إسطنبول عند الساعة 3.30 (1.30 ت غ) فجر اليوم في مطار رفيق الحريري الدولي، في رحلة رقم 828، على متنها 144 راكبا، وقد غادرت الطائرة بيروت عند الساعة 4.25 (2.25 ت غفجرا) عائدة إلى تركيا. وكان قد تم الإفراج عن اثنين من المخطوفين اللبنانيين ال11 في سوريا بوساطة تركية، وهما حسين علي عمر، أواخر أوت الماضي، وعوض إبراهيم سبتمبر 2012، وذلك بعد خطفها يوم 22 ماي 2011 مع تسعة آخرين في منطقة أعزاز بسوريا خلال عودتهم من رحلة للمزارات الشيعية في إيران. ومنذ ذلك الحين ينظم أهالي المخطوفين التسعة احتجاجات، وقطعوا طريق المطار والطريق المؤدي إلى وزارة الداخلية أكثر من مرة للضغط من أجل معرفة مصير أبنائهم. ونظموا وقفات وفعاليات احتجاجية عدة أمام السفارة التركية وسط بيروت، وأغلقوا مكاتب خطوط الطيران التركية مرارا، مطالبين السلطات التركية باستثمار علاقاتها مع المعارضة السورية لإطلاق سراح المخطوفين.