فسرت صحيفة "الدير شبيغل" الألمانية في افتتاحيتها بيان كيري الحماسي في المؤتمر الصحفي، والذي ندد فيه "بالفحش الأخلاقي" لمستخدمي السلاح الكيماوي -النظام السوري- ، بأنه إشارة إلى توجيه ضربة عسكرية وشيكة لقوات النظام السوري المسلحة، خاصة بعد ما أمضى الرئيس باراك أوباما أياماً بالتشاور مع القادة العسكريين في واشنطن و الحلفاء في الخارج حيال الضربة، بحسب الصحيفة. وترصد الصحيفة الألمانية توجه عدد من الدول الأوربية لدعم هذه الخطوة، مستدلة بقطع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لإجازته يوم الاثنين 26 أوت للتشاور بكيفية المضي قدماً بشأن سوريا، كما برز الموقف الفرنسي الداعي للاستجابة السريعة على الهجمات الكيماوي،حيث صرح وزير الخارجية الفرنسي "لوران فابيوس" بأن جميع الخيارات باتت مفتوحة. حتى ألمانيا برأيي-الصحيفة- أظهرت رسمياً رغبة متزايدة للنظر في رد حازم على استخدام وكلاء "الغاز القاتل" في سوريا. معتبرة أن "استخدام الغاز السام قد كسر المحرمات، ما يتطلب وردا واضحا وجدياً،من دون استبعاد استخدام القوة. وتقول الصحيفة الألمانية اليسارية "تاجس تسايتونج" إن المشاعر التي جيشتها صور الأطفال القتلى لا "إراديا" في الهجمات الكيماوية، لن تكون العامل الحاسم في الأحداث، استناداً إلى معلوماتنا التي تفيد بأن النجاحات العسكرية على المدى القصير لا يعني دائما تحسناً طويل الأجل للأشخاص المعنيين، خصوصا الآن، في الوقت الذي يبدو أن المنطقة قابلة للاشتعال لذلك، يجب النظر في جميع البدائل لتوجيه ضربة عسكرية. وما يجعل الأمر أكثر طمأنينة أن الأطراف السياسة الألمانية لم تسعى حتى الآن إلى توظيف مثل هذه العواطف لمصلحتهم السياسية. صحيفة يمين الوسط "فرانكفورتر ألماينه تسايتونج" تناولت في افتتاحيتها تصريحات المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" ووزير الخارجية "غيدو فيسترفيله" الذي اختار بشكل ملحوظ وبعبارة واضحة لإدانة هجمات بالغاز السام في سوريا، وأكد وقوفه جنبا إلى جنب مع قادة دول غربية أخرى، لايوجد شك أنهم يعتقدون بأن الأسد هو الذي تقف وراءها. جعلت "ميركل" من الواضح أن الفعل ... يجب أن يعاقب، والسؤال هو، على يد من؟ " تضيف الصحيفة: أولا وقبل كل شيء، الأمر متروك للولايات المتحدة حول ما إذا كان سيكون هناك رد فعل عسكري. إدارة الرئيس "أوباما" تشعر بالقلق في المقام الأول حول تأمين الأسلحة الكيميائية في سوريا، وليس على مصير الأسد، وهذا بالتأكيد دافعاً خطيرة بما يكفي. وعليه؛ فإنه التحذيرات من العواقب المحتملة للتدخل في منطقة مضطربة أصلاً ستكون مبررة، خاصة لجهة انتشار العنف. وحذرت الصحيفة من أن الحرب على سوريا قد أكل عليها الزمن وشرب من فترة طويلة ومن أنها قد عبرت الحدود إلى لبنان والعراق، دون أن تغفل الصحيفة الألمانية رغبة برلين بلعب دور تكون فيه إلى جانب حلفائها هذا الوقت، وليس على هامش كما كان الوضع خلال التدخل في ليبيا، وذلك دون التورط بالتدخل العسكري المباشر، بحسب الصحيفة.