عقدت القوى الإسلامية والوطنية للإنقاذ المتكونة من الجبهة التونسية للجمعيات الإسلامية، الرابطة الوطنية لحماية الثورة، حزب جبهة الإصلاح، حزب الفضيلة، حزب الأصالة، حزب العدالة والتنمية وجمعية الخطابة والعلوم الشرعية ملتقى القوى الإسلامية، اليوم الخميس 12 سبتمبر بالعاصمة، مؤتمرا صحفيّا بحضور المنظمة التونسية للشغل كضيف على الملتقى، تحت شعار "هويتنا تحمي ثورتنا" والذي يهدف إلى تقديم نظرة هذه القوى للأحداث التي تشهدها البلاد مؤخرا وعلى رأسها الوضع السياسي وتعامل الحكومة والمعارضة تجاهها. وقد تمّ خلال هذا اللقاء تلاوة بيان ملتقى القوى الإسلامية والوطنية للإنقاذ الذي تمّ فيه تحميل "مسؤولية الوضع المرتبك بالبلاد إلى الحكومة أولا وبالأساس التي فضلت التفريط في مكاسب الثورة وخانت دماء الشهداء وأصوات الناخبين الذين وعدتهم بالمحاسبة وإلى قوى الثورة المضادة من الأمن والإعلام واتحاد الشغل". داعيا "العقلاء من الأحزاب السياسية ومن المجلس التأسيسي إلى التصدي للمؤامرة". وعبّرت هذه القوى على رفضها لتصنيف تنظيم "أنصار الشريعة" كتنظيم إرهابي مؤكدة خطورة هذه الخطوة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيّا من خلال التوظيف الإقليمي والدولي. ودعا البيان الشباب والجمعيات الإسلامية إلى "العودة بقوة إلى العمل الدعوي والخيري بإتباع الإجراءات القانونية اللازمة" مستنكرا "الانتهاك المستمر لحرمات المساجد". المشروع الجديد للسلطة ووصف عبد الرزاق بالعربي، رئيس حزب العدالة والتنمية، الوضع ب"المرتبك" و"المتردي" سياسيّا واقتصاديا واجتماعيا وأمنيّا في بالبلاد، قائلا "أعلن صراحة عن مشروع القوى الإسلامية المجتمعة اليوم لإرساء نظام حكم قائم على النظام الإسلامي المرتكز على شرع الله وفق هوية الدولة الإسلامية الراشدة والعادلة ومقاطعة الدولة المدنية"، مبينا أنّ الدستور الإسلامي أصبح جاهزا منذ زمن وسيتمّ تقديمه في الأيام القادمة. وانتقد بالعربي اتحاد الشغل ومنظمة الأعراف وقيادتهما، معتبرا أنهما حادا عن مشاغل الشغالين وابتعدوا عن النهوض بمستوى البلاد اقتصاديا بل على العكس إذ أنهم "تآمروا على العمال وضعفاء الدخل والتهوا بالسياسة وبالمناصب" وقد حيّا حضور الأمين العام للمنظمة التونسية للشغل، لسعد عبيد ومعلنا في نفس السياق النية في تكوين منظمة أعراف إسلامية منافسة للاتحاد التونسي للصناعة والتجارة. الوحدة الوطنية انطلاقا من الأسانيد الشرعية الداعية إلى الاعتصام بحبل الله والتمسك بالأخوة الإسلامية وإيمانا بخطورة المرحلة الحالية المتميّزة بالتآمر على وحدة المسلمين وأخذا بعين الاعتبار للتوازنات السياسية كانت مداخلة كلّ من رمزي الخليفي، عن حزب الفضيلة والمولدي مجاهد، عن حزب الأصالة التي تمّ التشديد فيها إلى ضرورة التوحد ونبذ الفرقة تطبيقا لمنهج الإسلام وللوقوف صفا واحد أمام المتآمرين على الأمة الإسلامية وعلى أهداف الثورة في بلدان الربيع العربي. وبيّن مجاهد أنّ المعارضة تقف اليوم ضدّ كلمة الدين وضدّ رسالته دون تحرج كما تستقوي باستدعاء أسماء غربية، وفق تقديره. انتهاك حرمات المساجد وأشار رضا بالحاج، الأمين العام لحزب التحرير، في مداخلته، إلى الانتهاك الذي أصبحت تشهده عديد المساجد بالبلاد بتعلة محاربة الإرهابيين، موضحا أنّ الغاية منها هو إبراز الحكومة الحالية كمحارب للإرهاب وبأنها ليست من بين التيّارات الإسلامية المتشدّدة وذلك إرضاء للغرب. مستنكرا في الآن ذاته استهداف العديد من الشباب الإسلامي بتعلة انتماءه إلى تيّار متشدد وهو ما وقع مؤخرا، حسب تعبيره، في الواقعة الأخيرة ببرج شاكير بالعاصمة والتي راح ضحيتها أحد الشبان نتيجة الإستعمال المفرط للرصاص دون تعقل. وأكد بالحاج أنّه لا بدّ من قياس عديد المواضيع قياسا شرعيّا، مشيرا أنّ القوى الإسلامية المتحالفة اليوم تقدمّ دستورا مفصلا لكلّ المسائل والمجالات. وأدان ممثل الجبهة التونسية للجمعيات الإسلامية ما أسماه التعامل بمكيالين من قبل الحكومة من خلال منع الشيوخ الأئمة القادمين إلى تونس، الذين لا تربطهم أية علاقة بتنظيم "أنصار الشريعة" ولا يحملون فكرا متشددا، من دخول أراضينا في حين أنها تسمح بدخول اليسار المتطرف وجمعيات الشذوذ ومساندي الزواج المثلي وأحد اليهود للمشاركة في اعتصام الرحيل بباردو ومساندة المعارضة. وبيّن محمد خوجة رئيس جبهة الإصلاح، أنّ الشعار الذي اتخذته القوى الإسلامية اليوم هو "هويتنا تحمي ثورتنا" كما أوضح أنّ توحيد الصفوف تحت القيم الإسلامية السمحة والقطع مع الاستبداد ولمحاسبة الفاسدين منتقدا في هذا السياق تخاذل الحكومة في محاسبة رموز النظام السابق مع تجاهل مطالب الشعب الثائر ضدّ كلّ مظاهر الفساد والتآمر على تونس داعيّا الإعلاميين والشرفاء من أبناء الوطن "إلى الوقوف في وجه دعوات الهدم والفوضى والرجوع إلى الوراء".