اقتحمت قوات الأمن المصرية والجيش صباح أمس الخميس 19 سبتمبر مدينة كرداسة بالجيزة، وقالت مصادر أمنية إن ضابط شرطة قتل بالرصاص بينما أصيب 6 آخرون وسط تبادل لإطلاق النار وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. ودفعت القوات المسلحة بقوات الصاعقة والفرقة 777 و999 الخاصة إلى مدينة كرداسة، لدعم قوات الشرطة هناكوأوضح مصدر عسكري أنّ القوات المسلحة دفعت بتعزيزات جديدة من القوات والمعدات العسكرية، لتقديم الدعم والتدخل في أي وقت في حالة تطور الموقف هناك. وأضاف أن قوات الجيش قامت بنصب عشرات الأكمنة عند جميع مداخل ومخارج المدينة خاصة بمناطق الزراعات، وأنها تستعد حاليًّا بالتعاون مع رجال الشرطة لإجراء عملية تمشيط واسعة للزراعات، بعد ورود معلومات عن اختباء عناصر وصفتها ب"الإرهابية" بها. وتعتبر مدينة كرداسة من المدن الرافضة للانقلاب العسكري وتشهد يوميا مظاهرات ومسيرات منددة بالانقلاب وبمجازر العسكر ورافضة أن تكون مصر دولة يحكمها العسكر. مواقف الأحزاب أكد مجدي قرقر الأمين العام لحزب العمل الجديد أنّ ما يحدث في كرداسة هو امتداد لما تمّ أيضا في دلجا، فنظام الانقلاب يستهدف الآن المدن والقرى الرافضة للانقلاب بحجة مكافحة الإرهاب، بعد أن كان يستهدف الأشخاص. وشدد قرقر على أن عمليات إلقاء القبض، لابد أن تتم بناء على تحقيقات نزيهة وليس تلفيقات أمنية، لافتا إلى أنه يتم الآن إرهاب المدن والقرى بالطائرات والمدرعات والقوات الكثيفة وكأن قوات الأمن يحررون قرية محتلة من قبل العدو الصهيوني، وهذا يعكس بشكل كبير الموقف الضعيف للانقلاب وحكومته؛ والذي يضطرها لممارسة كل هذا القمع والتنكيل. وقال إنه يرى الآن صورا لبعض الموقوفين في كرداسة وأيديهم مربوطة للخلف ويجلسون القرفصاء أمام جنود الجيش، واصفا ذلك ب"الصور المهينة" لجيش وشعب مصر في الوقت نفسه، مضيفا أننا شعب واحد، ولا تصح فيه مثل هذه الممارسات مؤكدا أنه وإذا كانت هناك أية اتهامات بحق أحد فلابد أن تكون هناك تحقيقات منصفة. وأكد يسري حماد نائب رئيس حزب الوطن أن وقائع اقتحام قرية "دلجا" بالمنيا ثم "كرداسة" الهدف منه القضاء على المناطق الناشطة التي تخرج فيها مظاهرات وفعاليات سلمية مناهضة ورافضة للانقلاب بصفة يومية ومستمرة، حتى تمنع سلطة الانقلاب بل تقضي على المظاهرات السلمية في هذه الأماكن. ووصف حماد ممارسات قوات الأمن بالإجرامية، وأنها طريقة من طرق الإجرام المجرمة في كافة القوانين والمواثيق الدولية التي تحرم الدخول على مواطن أعزل ثم يعقبه قبض واعتقالات وتشكيلات أشبه بالمعارك الحربية، معتبرا وصول الأمر لتعامل الأمن بهذا الحجم من القسوة والعنف مع الشعب موقفا مخزيا، مستنكرا صمت وتخاذل من تحدثوا عن حريات الرأي والتعبير وحقوق الإنسان الذين أصبحوا مثل "أهل القبور"، على حد وصفه لا يتحدثون عن الحق في التظاهرات السلمية، بل أصبحت حكرا وحقا فقط لفئة بعينها مرحبا بها، أما قيام مظاهرات معارضة فتقابل بالقمع في ازدواجية صارخة للمعايير. وبشأن الاتهامات المنسوبة لأهالي دلجا وكرداسة، أوضح حماد أنه لا توجد اتهامات حقيقية، والمقبوض عليهم مثلهم مثل آلاف المعتقلين بالسجون، حيث يتم إعداد قائمة سابقة التجهيز فيها بين 17 إلى 20 تهمة بقائمة موحدة لكل مقبوض عليه بنفس الصيغة، ويعد نهج تلفيق التهم معلوما للجميع منذ سنوات طويلة بعهد المخلوع مبارك. ونبه نائب رئيس حزب الوطن إلى أن "إعلام الانقلاب" يمهد الطريق أمام حملات القمع الأمني، وأصبح للإعلام دور كبير جدا في التمهيد لحشد المواطنين للسكوت على الممارسات القمعية، ويشن الإعلام حملات إعلامية تمهد لحملات أمنية بناء على اتهامات غير حقيقية.