عقد صحفيو وتقنيو راديو كلمة اليوم الخميس 26 سبتمبر، ندوة صحفية بمقر المؤسسة لاطلاع وسائل الإعلام الأخرى والرأي العام ككلّ على آخر التطورات وسير المفاوضات التي يجريها الصحفيون مع إدارة الإذاعة وقد شفعت هذه الندوة بوقفة احتجاجية أمام مقر الإذاعة. وشهدت الندوة حضور العديد من الصحفيين المساندين لاعتصام صحفيي "راديو كلمة"، ووجدت نقابة الصحفيين ممثلة في نجيبة الحمروني وعضو النقابة المنجي الخضراوي فضلا عن تواجد الصحفي والحقوقي سليم بوخذير. وأشارت نجيبة الحمروني، نقيبة الصحفيين في مداخلتها أنّ النقابة تفاوضت منذ بداية الاعتصام مع مسؤولي الإذاعة لتحسين وضعية الصحفيين داخلها وكان ردّ مدير الإذاعة بأنّ المؤسسة تمرّ بصعوبات مادية خانقة وهي على أبواب الإفلاس. وأكدّت مساندة النقابة مع الصحفيين داخل القناة ومع حقّهم في المطالبة بحقوقهم المشروعة. مطالب الصحفيين وتسويف المسؤولين وفي كلمتها تناولت الصحفية بالإذاعة فاتن الحمدي، ازدواجية بعض الجمعيات والشخصيات الحقوقية في تعاملها السابق مع الصحفيين المعروفين وتعاملها مع اعتصام صحفيي "راديو كلمة" حيث أنّهم لم يحركوا ساكنا ولم يعبّروا إلى حدّ الآن عن مساندتهم للصحفيين بالإذاعة، حسب تعبيرها. من جهة أخرى، أوضحت الحمدي أنّ اعتصام الصحفيين داخل المؤسسة انطلق منذ يوم 14 سبتمبر وأنّه قرار جاء بعد طول انتظار من قبل العاملين في هذه المؤسسة من صحفيين وتقنيين وسائقين لتحقيق مطالبهم في الحصول على رواتبهم المتأخرة منذ شهر جويلية وما رافق ذلك من "تسويف" لهذه المطالب من قبل المسؤولين القائمين على هذه المؤسسة وصولا إلى "هرسلة" الصحفيين وأخيرا سحب معدات العمل، وفق تعبير الصحفية. واعتبرت الحمدي أنّ مطالب الصحفيين في هذه المؤسسة شرعية وبسيطة متمثلة في مطالب مهنية من خلال تطبيق الاتفاقية القطاعية المنظمة لعمل الصحفيين وفق قانون الصحافة الجديد وكذلك توفير كلّ مسببات العمل المهني للصحفيين ومن الجانب الآخر المطالب الشخصية المتمثلة في صرف الرواتب الشهرية المتأخرة منذ 3 أشهر بداية من شهر جويلية بما في ذلك المنحة على الإنتاج ومراجعة العقود التي لا تتلاءم وقانون الصحافة المنظم للمهنة. سابقة خطيرة وأشارت أمينة زياني، الصحفية بالإذاعة أنّ إدارة المؤسسة تعمدت إعداد عقود احتكار للصحفيين لمدة عامين ومنع التحاق الصحفي بمؤسسة أخرى مع تغريمه والمؤسسة المتعاقدة معه بتسديد فترة التكوين بالإذاعة، مبينة أنّ الإدارة تتعامل بأسلوب غير عادل مع مختلف الصحفيين في ما يخصّ الأجور. وفي هذا الإطار، أبرزت زياني انتهاج الإدارة "هرسلة" الصحفيين وتعنيفهم معنويّا مع كلّ محاولة تفاوض مع المسؤولين. وأضافت أنّ مدير الإذاعة اتخذ قراره بسحب المعدات والأجهزة من الصحفيين بعد إصرارهم على مواصلة العمل وتقديم الحدّ الأدنى من المعلومات والأخبار وذلك بهدف إجبارهم على الاستقالة ومغادرة المؤسسة دون المطالبة بالحقوق. من جهة أخرى، ذكرت أمينة زياني أنّ تعامل الإدارة مع أبناءها لم يكن بالتعامل المقبول والمهني من خلال اتهامهم في مناسبات عدّة بخدمة مصالح أحد الأحزاب وكذلك بنسبة تهمة الانتماء إلى البوليس السياسي لعدد آخر من الصحفيين وذلك بهدف التشويه، وفق ما جاء في كلامها. المفاوضات مع المسؤولين ومن المقرر، أن تنعقد يوم غد جلسة في إطار المفاوضات الجارية لبحث حلّ جذري للوضعية المتردية لصحفيي الإذاعة والتي ستضمّ ممثلين عن إدارة الإذاعة وممثل عن نقابة الصحفيين لكن قبل ذلك، تحدثت فاتن الحمدي أنّ المفاوضات لم تجرى بالطريقة المثلى مع إدارة الإذاعة وذلك راجع، حسب قولها، إلى تعنّت المسؤولين ورغبتهم في الالتفاف على مطالب الصحفيين المشروعة وكان خروج اثنين من الصحفيين سابقا نتيجة غياب أرضية للتفاهم بين الأطراف المتحاورة أكبر دليل على ذلك. خطوة تصعيدية وقد هدّد الصحفيون في آخر الندوة بتنفيذ إضراب جوع وحشي كخطوة تصعيدية في صورة تواصل معاناتهم وظروفهم الصعبة إن لم يستردّوا كامل حقوقهم المشروعة بعد الجلسة التفاوضية المقررة ليوم غد محمّلين تبعات ذلك إلى المسؤولين القائمين على شؤون "راديو كلمة" سهام بن سدرين وعمر المستيري.
