* مشاركة "سواعد" في الانتخابات يقرّرها 18 ألف منخرط * "سواعد" تعمل من أجل الوصول بالبلاد إلى ظرف صحي للانتخابات
"سواعد يهتزّ فوقها العلم نباهي به ويباهي بنا"، من بيت قصيد النشيد الوطني التونسي انبثقت تسمية حركة سواعد، فالساعد يرمز إلى البناء، والحماية، فبالساعد يضرب ويحفر ويزرع ويحقق التحول"، هكذا قدّم ياسين العياري حركة "سواعد" التي أسسها في حوار أجرته معه وكالة "بناء نيوز": * ما الذي دفعكم إلى تأسيس حركة سواعد؟ حركة سواعد ولدت بعد أن أثبتت النخب عدم قدرتها على أن تكون في مستوى اللحظة وأنّ أهم اهتماماتها هي الانتخابات القادمة وآخر اهتماماتها الجيل القادم. وإنّ اندلاع أحداث مصر أحدت رجّة لدينا، أدّت إلى الإقرار بأنّ المحاولة لن تكلفنا أكثر من السكوت، فتّم إطلاق المبادرة إلى العلن ولم يكن منتظرا من الشارع كل ذلك التجاوب، ففي أقل من شهرين جمعنا أكثر من 18 ألف انخراط في حين لم يكن لدينا مقرّ. والتقى مؤسّسو سواعد وهم سبعة أفراد من مشارب فكرية ومستويات تعليمية مختلفة، جمعتهم وجهة النظر ف90 بالمائة من الشباب التونسي يجد نفسه في شخص من بين هؤلاء. سواعد بعيدة عن الشخصنة والأشخاص، زعيمها هو ميثاقها، وأهدافها هي فلسفتها فكل من يحترم الأهداف هو ساعد من السواعد وكل من يخرج عنها لا يلزم إلا نفسه. فلدى سواعد قناعة بأنّ الجيل الذي يحكم الآن والجيل الذي سبقه إنّما هم أجيال الشّخص، وهذا من أسباب فشلها وتكلّسها والاقرار بعدم جديّة هذا النّهج. ما هي إستراتجية العمل المتبعة في سواعد؟ لدينا لجان مقسّمة وهي لجنة المجتمع المدني واللجنة التنظيمية تطرح المناقشة على المؤسسين للنقاش، ولديها حريّة عمل كافية تختصّ في القيام بما يلزم في مجال تخصصّها، وهناك قرارات وبيانات قد تكون فاصلة. فنحن نطبّق الديمقراطية التشاركيّة، حيث تتصل سواعد ب 18 ألف منخرط عبر البريد الالكتروني وتقدّم لهم الاقتراح من أجل التصويت بنعم أو لا، لأخذ قرار توافقي بين الجميع وإذا تبيّن رفض يتّم اللجوء إلى إعادة المناقشة الفعلية والتعديل،احتراما لحق كلّ منخرط في إبداء رأيه وصوته ومكانه داخل سواعد خلافا لما قد يندثر في عديد الأحزاب الأخرى. في برامج سواعد التحرّكات الفارقة في محطات تاريخ تونس كله لم تنطلق أغلبها من العاصمة من ثورة علي بن غذاهم إلى الحوض المنجمي، سواعد خيرت فلسفة التقرب من هؤلاء لانتظار قدومهم والعمل على بداية تنصيب منسقين جهويين في كل جهة للاحتكاك بالناس والتحدث إليهم والتقرب منهم والتعريف بسواعد ومدّ الجسور لكل السواعد في الجهات لا سواعد عمل البرجوازي. سواعد، حركة سياسية أم ثورية؟ سواعد هي حركة سياسية تأخذ مواقف سياسية وتقوم بفعل سياسي واتصالات سياسية وتضغط سياسيا. هل ستشارك سواعد في الانتخابات القادمة؟ لا أعتقد أن سواعد ستترشّح للانتخابات القادمة، لكن هذا قرار يتّخذه 18 ألف منخرط ولا يتخذ القرار في غرفة مغلقة أو نيابة عن الآخرين، والمؤكد أنّه في الوقت الحالي غير مطروح لأن الدخول إلى الانتخابات يتطلّب مشروعا، رؤية، حلما، إلماما بالواقع بالإضافة إلى أن رفض الانخراط في لعبة الانتخابات فقط لأن سواعد ليست أي حزب آخر أو أنها نسخة مما ينتقد اليوم. "سواعد" تعمل من أجل الوصول بالبلاد إلى ظرف صحي يسمح بالقيام بانتخابات وتوفير أرضية للاختلاف والقيام بالمهمّة على أكمل وجه للوصول إلى انتخابات في ظروف مغايرة لانتخابات 23 أكتوبر التي وصفت بالمهزلة، نظرا إلى عدم تحقيق أدنى قدر ممكن من المطالب بخصوص الإعلام، والقضاء، والمحاسبة. ما هي طبيعة العلاقة بين "سواعد" والأحزاب السياسية؟ "سواعد" تفرق بين خصومها وبين أعداءها، ويمثل التجمّع المنحل وكل من يدور في فلكه ويعمل معه ويتحالف ويزين له وجهه ليعيده إلى الساحة هو عدو، وكل الأحزاب الأخرى مهما كان توجهها أو خلفيتها أو أفرادها أو طرحها فهي خصوم سياسية نلتقي ونختلف ونتناقش معها. سواعد منفتحة على كل حزب أو توجه سياسي ينظر إلى المستقبل ويرفض العودة إلى 16سبتمبر، فعلاقاتنا طيبة مع الجميع إلا مع الأعداء. ما مدى صحّة الاتهامات التي تكال لكم، بأنّكم ذراع النّهضة؟ اتهمنا بأننا ذراع "إكبس 2"، لكن واضح وجلي على الأقل من خلال تغيّر موقف كل المؤسسين من حركة النهضة بعد لقاء السبسي والغنوشي في فرنسا، حيث كنا ننظر إلى النهضة كخصم لا نتفق ضرورة مع طرحها ولا نكن لها إلا الاحترام، ونوع من الصداقة مع عدد من "النهضاويين" مثلما تربطنا علاقة عضوية مع باقي أحزاب ''الترويكا'' وبعض الأحزاب القومية، إلا أن "سواعد" بعد اللقاء أصدرت بيانا وهي تنتظر الخطوات القادمة لنتبين هل حركة النهضة خصم أم اختارت أن تكون مع الأعداء، وإذا بقيت خصم لا يربطنا بها إلا الاحترام والتنافس السياسي لما فيه مصلحة العباد والبلاد، وإذا أصبحت من الأعداء ذاك خيارها ولن ترى منا إلا العداء المعلن. ولا يقف وراء "سواعد" أي حزب سياسي فحتى الأحزاب التي نراها خصما حاربتنا بعد أن تبين لها أن قواعدها إستهوتهم ''سواعد''. الاتهامات لا تعنينا اتهمونا أننا رابطة حماية الثورة لا نرى عيب في ذلك ونكنّ لروابط حماية الثورة كل الاحترام ونرى أنّها تجربة رائدة في بلادنا، وأنه ليس من العيب أن نكون تابعين للنهضة بل التهمة والذل والعار الكبير هو التابعية للتجمع. وستكشف مواقفنا هذه الاتهامات والادعاءات الباطلة، فمواقفنا من النهضة والحكومة والسلطة والمؤتمر والقصر ومن حزب العمال ومن غيرها مواقف تنبني على عامل وحيد وهو القرب من الحلم والبعد عن الماضي كل من يقترب إلى الحلم أكثر تقترب درجة الصداقة إليه وكل من يقترب للماضي أكثر تكبر درجة العداء إليه، ولن نسمح بكل ما نملك أن يصبح مستقبلنا ماض تعيس لمجرد صداقات سياسية. ألا يوجد لديكم مخاوف من مساعي تفكيك سواعد مثلما حصل لحركة تمرد؟ نحن نعتبر أن هذه السلوكيات هي بمثابة شهادة تقدير، لو لم نكن مقلقين ومزعجين لما كلّفوا أنفسهم. ذلك الكره والاتهامات يؤكّد أهميّة دور سواعد ومكانتها. أما الاختراقات فهي هاجس موجود لذلك ستستغرق المرحلة الهيكليّة وقتا في كيفيّة الهيكلة واختيار أعضاء المكاتب الجهويّة والبحث عن معلومات عن المنخرطين من ثم الاختيار، لتفادي الاختراقات. "سواعد" تصدر قراراتها في شكل بيان من قبل الأعضاء السبعة المؤسسين ولا يمكن التصريح بشيء خارج الميثاق ومن يقوم بذلك لا يلزمه إلا هو، فاستقاء المعلومة الصحيحة تكون من عند الكاتب العام المؤقت ياسين العياري والناطق الرسمي مريم البابي أو من خلال الصفحة الرسمية للحركة أو من موقع الواب. تقييمكم للوضع الذي تمرّ به البلاد؟ سواعد كانت تنوي الدخول في الحوار مع كل الأحزاب على أساس أن حركة النهضة من الخصوم فنسمع ونسمعها، إلا أن التقارب الأخير المعلن الذي حدث بين النهضة والنداء، جعل التواصل مع عديد الأحزاب الأخرى وليس مع النهضة، إلى حين تبيّن ما ستكون عليه النهضة لاحقا في موقع الخصوم أم الأعداء. ويبدو جليّا أنّ أكثر خطر على الثورة اليوم هي النهضة، كما أن مواجهتها أكيدة إذا تموقعت كخصم وإن كانت الأقوى فليست أقوى من بن علي ولا من التجمّع الذي سقط، ونحن أصحاب مبادئ ندافع عنها إيمانا بأن طريق الحق طويلة جدا ولا نخشاه ولسنا بأزلام، كما أنه ليس لنا عداء للهوية نحن شباب الثورة الذي سيحاسب النهضة بما يقدر لأنه لدينا حلم بأن يحيا صغارنا حياة خير من التّي عايشها آباؤهم. ما مصير الثورة في ظل هذه الأزمة؟ مصير الثورة بعد تقارب النهضة والنداء سيغلق الصفحة ويصعب الأمور جدا، لكن كما نعلم أن التاريخ من لا يسمح بالثورة السلميّة يعدّ للثورة العنيفة، بعد خمس أو 10 سنوات على أقصى تقدير إما تكون ثورة على الطريقة الإيرانية رافعة الرايات السود وتأكل الأخضر واليابس، وهذا ليس بوهم فالتاريخ مليء بذلك أو ثورة جياع ومفقرين ومهمشين تأكل اللحم أكلا. أما التراجع عن قانون تحصين الثورة فيبرّر بأنّه ليس لهم ائتمان على شيء وخيانات في الدنيا والآخرة، كما أن التقارب قد ينقذ النهضة لأشهر لكن من تضع يدها معهم تاريخهم أسود لا يقتسمون السلطة مع أحد وللنهضة تجربة في ذلك في الثمانينات مع بن علي ودخولها في الانتخابات آخرها كان السجون وسط لا مبالاة الجميع. كيف ترون تصنيف أنصار الشريعة؟ أعتقد أنها مسرحية كبرى لإرضاء أمريكا دون خطوات عملية في الطريق، فبعد أن عبر الأمريكان عن غضبهم الشديد من أحداث السفارة ورفع أيدهم عن دعم النهضة، كان الإعلان عن هذا التصنيف محاولة من باب الإرضاء والاسترضاء، وكانت مسرحية هزلية في الداخل فلم يصدق التونسي أن السلفي يقتل ويفجر وتتولى تجنيده فتاة على "الفيس بوك" أو قتل أناس غير موجودة. فمن اقترح على لعريض القيام بذلك غرر به ليفقده كل مصداقية مع الشارع، فشرط من شروط نداء تونس القبول بسياسة بورقيبة وبن علي، سياسة إخافة الناس ومقايضة أمنهم بحريتهم، وحفظ ماء الوجه بعد تحقيقات مقتل بالعيد وأطراف خارجية جزائرية لا تستطيع تحمل وزن التصريح. في الوقت الراهن لا احتمال جدي من حيث هذا التعامل لأنها مهزلة ويذكرنا هذا السلوك "بالقلاليات" عام 1991. فالتدخل التنفيذي على القضاء هذا الاستعراض يعرفه الصادق شورو فهو أكثر شخص يعرف إلى أين وصلت به 20 عاما في السجن، والأيام القادمة ستكشف هذه الأزمة المفتعلة التي صنعوها من ثم يبحثون عن حلول. فالاغتيالات هي تحريك لصنع أزمة، ومبرّر فشل الحكومة لدى المعارضة هو الانتماء إلى النهضة بهدف عدم الوصول إلى انتخابات. والانقلاب الوحيد الذي من الممكن حدوثه في تونس اليوم هو انقلاب المجتمع المدني من رابطات حقوق الإنسان وليس اتحاد الشغل الذي عكس الصورة الجليّة لمعاناته هشاشة رهيبة وقابليّة للانفجار نتيجة الصراعات الداخلية وقلق الناس والرفض الشعبي الذي افتعله الاتحاد، فلا يوجد في أي دولة أو حضارة "حكومة انتخابات".