انتظمت اليوم الثلاثاء 29 أكتوبر 2013، حفل افتتاح الدورة 59 للجنة الاتصال للطريق العابرة للصحراء الإفريقية وذلك تحت إشراف وزير التجهيز والبيئة محمد سلمان و حضور كل من منصف السليتي رئيس الديوان وشهيدة بوراوي كاتبة الدولة المكلفة بالإسكان ومحمد العيادي الأمين العام للجنة الدائمة للطريق العابرة للصحراء و غازي الشريف المدير العام للجسور والطرقات للنظر في مشروع الطريق العابرة للصحراء الذي تشترك في إنجازه الدول الأعضاء تونسوالجزائر ومالي ونيجيريا والتشاد والنيجر. وأفادت وزارة التجهيز أنّ محمد سلمان وزير التجهيز والبيئة أكّد لدى افتتاحه أشغال هذه الدورة على أهمية مشروع الطريق العابرة للصحراء، مشيرا إلى أنه مشروع إفريقي رائد واستراتيجي يهدف إلى تجاوز العائق الطبيعي الذي تمثله الصحراء في مجال النقل، أمام مواطني البلدان الأعضاء ومختلف مؤسساتها الاقتصادية كما يهدف إلى جعل هذه الطريق أداة للاتصال والتواصل وعنصرا من أهم عناصر تكثيف المبادلات التجارية ودفع عجلة التنمية في هذه الدول . وأشار محمد سلمان إلى أن تونس أيدت هذا المشروع منذ سنة 1962 لدى الجنة الاقتصادية الأممية لإفريقيا وابتهجت لتبنيه وفي سنة 1964 انضمت إلى الهيئة المضيقة التي تأسست للعمل إلى جانب الجزائر ومالي والنيجر لإعداد برنامج لإنجاز الدراسات والأشغال الخاصة بالمشروع والبحث عن تمويلات له وأعرب الوزير عن مساندة تونس لكل المساعي الرامية إلى البحث عن الموارد اللازمة لتمويل انجاز الدراسات وأشغال بناء الأقساط المتبقية على أراضي الدول الأعضاء. وخلص وزير التجهيز والبيئة إلى تقديم جملة من المقترحات والتوصيات الهامة لتطوير مجالات عمل هذه الجنة ومن أبرزها دعوة ليبيا و موريطانيا إلى الانضمام إلى لجنة الاتصال للطريق العابرة للصحراء الإفريقية والتفكير في بعث محور يربط شرق القارة بغربها. إلى جانب أن تتولى هذه الجنة تنظيم ندوات علمية قصد تبادل التجارب بخصوص استعمال المواد المحلية والبحث عن الأساليب الناجعة التي تؤمن ديمومة هذه الطرقات وكذلك التفكير في إيجاد حلول جذرية لظاهرة زحف الرمال لما تشكله من عائق أمام مستعملي الطريق. وفي مداخلته أشار محمد العياري الأمين العام للجنة الدائمة للطريق العابرة في هذا الصدد إلى أن العديد من مكاتب الدراسات اشتغلت على هذا المشروع نظرا لأهميته في تنشيط الدورة الاقتصادية ودفع عجلة التنمية وخاصة في تعزيز سبل التعاون الاقتصادي. ولإشارة يبلغ طول المحور الرئيسي للطريق العابرة للصحراء 4500 كلم ويمتدّ من الجزائر العاصمة إلى العاصمة النيجيرية لاغوس ويتكون من 3 أجزاء (غرداية نحو تونس) و(تامنراست نحو العاصمة المالية باماكو) و(زيندر بالنيجر نحو العاصمة التشادية نجامينا). ومن جملة 8.957 كلم الطول الجملي للطريق العابرة للصحراء، تم فقط إنجاز 3500 كلم، ويظل تقدم الأشغال التي كانت انطلقت في السبعينات، غير متكافئ باعتبار أن الأجزاء الراجعة بالنظر إلى النيجر والتشاد هي الأقل تقدما بسبب صعوبات في التمويل. وفي هذا الإطار اتفق المشاركون في الدورة الماضية بالجزائر العاصمة في أفريل الماضي على ضبط رزنامة للتعجيل بإنجاز قسطي النيجر والتشاد بطول جملي يتجاوز 550 كلم وينتظر أن يقع تمويل أشغالهما عن طريق عدد من البنوك والصناديق الدولية على غرار البنك العربي للتنمية الاقتصادية في إفريقيا والبنك الإسلامي للتنمية والبنك الإفريقي للتنمية وصناديق التنمية بالكويت والسعودية وأبو طبي. وفيما استكملت تونس منذ سنة 1973 ربط شبكتها الوطنية للطرقات بالطريق العابرة للصحراء،(الطريق الوطنية رقم 3 تونس_قفصة_توزر_حزوة) وهي طريق معبدة بالخرسانة الاسفلتية- لم يبق للجزائر التي هيأت بعد 2400 كلم انطلاقا من الجزائر العاصمة باتجاه الحدود مع دولتي النيجر ومالي عبر تامنراست سوى 233 كلم . وجدير بالتذكير أن لجنة الاتصال تعقد دوراتها كل ستة أشهر تواترا بين الدول الأعضاء وكانت العاصمة التشادية نجامينا احتضنت في أكتوبر من السنة الماضية الدورة 57 فيما انعقدت الدورة الموالية بالجزائر العاصمة في أفريل من السنة الجارية. ويتضمن برنامج الدورة تقديم مشروع الطريق العابرة للصحراء في مختلف البلدان الاعضاء و تحيين بنك المعطيات وتبادل الخبرات حول أجهزة تخفيض الحمولة للشاحنات الثقيلة كما تقدم دولة نيجيريا عرض حول تجربتها في ميدان الشراكة بين القطاعين العام والخاص. ويخصص يوم غد الأربعاء 30 أكتوبر للقيام بزيارة مشروع مضاعفة الطريق الوطنية رقم 3 ومشروع الطريق الرابطة بين البلديات الشمالية (ز4 و الجهوية33).