أشرف وزير الفلاحة محمد بن سالم اليوم الاثنين 4 نوفمبر على افتتاح أشغال الورشة الإقليمية حول الأمن الغذائي والتغذية في دورتها الثالثة التي اختار المكتب الفرعي الإقليمي لمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة بشمال إفريقيا تونس لاحتضانها من 4 إلى 7 نوفمبر الجاري. وحضر الورشة ممثلين عن مختلف دول شمال إفريقيا والشرق الأدنى وممثلين عن عدد من المنظمات الإقليمية والدولية ومنظمات غير حكومية بصفة ملاحظ، وذلك لمناقشة الاستراتيجيات الإقليمية للأمن الغذائي واستعراض الأنشطة المنجزة والمبادرات الإقليمية في طور الإنجاز في مجال الأمن الغذائي. وأكد وزير الفلاحة محمد بن سالم أن هذه الورشة تنظمها منظمة الأغذية والزراعة العالمية التي يجمعها تعاون مشترك مع الدولة التونسية مضيفا "نحن نعول على هذه الورشات حتى يقع تبادل الخبرات بين عديد الدول، وهناك خبرات متعددة من دول مختلفة في العالم لمعالجة الموضوع وهو الأمن الغذائي في العالم وفي الدول الإفريقية الشمالية. وقال الوزير "نحن لدينا منظومة تجاوزنا من خلالها تقريبا في بعض الأحيان النقص في مجالات عديدة لكن لا زال هناك نقص كبير في مستوى الحبوب، لذلك يجب أن يكون هناك تعاون بين المنظمات الزراعية لانتهاج سياسة تمكن من تغطية هذا النقص. وبين بن سالم في تصريح لوكالة "بناء نيوز" أن التعاون بين منظمة الزراعة ودول شمال إفريقيا قديم ولا يزال مستمرا، مضيفا "لديها برامج مهمة في تونس ونحن نعول عليها في مسألة الزيادة في الإنتاجية لأن إنتاجية تونس على مستوى الحبوب فيها نقص، والتحديات التي أمامنا اليوم هو أن نتمكن بنفس المساحات المخصصة أي مليون و500 هكتار من إنتاج كامل استهلاكنا الداخلي وكامل متطلبات الاستهلاك". لجنة عليا لزيادة إنتاج الحبوب وأوضح وزير الفلاحة أن هناك إمكانيات لتطوير الاستهلاك بالمستوى المعقول وأن تونس قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي قائلا "لذلك نحن نعمل معع المنظمات العالمية، وأقمنا لجنة عليا للزراعات الكبرى لزيادة الإنتاج والاستغناء على الاقتراض وهي لجنة استأنفت العمل، وستوصلنا إلى الاكتفاء الذاتي وهي مختصة في مجال الحبوب". وأشار محمد بن سالم إلى أن تراجع المواد الفلاحية في السنوات الأخيرة مرتبط بالزراعات المطرية وبالتالي حصل في السنة الفارطة نقص كبير في الحبوب قدر ب 43 في المائة ولكن بالرغم من ذلك تمكت تونس من تغطية هذا النقص بنسبة 3 بالمائة في القطاع الفلاحي ككل، ويعني ذلك تطور باقي القطاعات التي تجاوزت إيجابيا هذا النقص. وبين أن موسم الزيتون سيشهد في هذه السنة تراجعا في مستوى الإنتاج نظرا إلى قلة الأمطار في السنة الفارطة. من جانبه قال صالح الشنفري رئيس المنظمة العمانية للاستثمار في الأغذية الزراعية في تصريح خصّ به وكالة "بناء نيوز"إن واقع الأمن الغذائي في دول شمال إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، يمر بمجموعة من التحولات الاقتصادية والاجتماعية وهو أيضا يعاني من مجموعة من التداعيات والاخلالات في مجال توفير الغذاء لسكان هذه المناطق، مضيفا "ولهذا سنعمل على التركيز على قضايا الأمن الغذائي. وأضاف الشنفري أنه في كثير من الأحيان تنسى الدول الجانب الغذائي وتركز على الاستثمار في المشاريع الكبرى، وتنسى أنه هناك مجتمعات محلية وفلاحين وسكان يعتنون بهذا الجانب لكن يتم تهميشهم نتيجة المشاريع الكبرى كونها في كثير من الأحيان تركز على الجانب الربحي والتجاري. وأفاد أنه هناك تجارب ناجحة في دول الشرق الأوسط وبالتحديد في سلطنة عمان، من خلال المشاريع الغذائية والزراعية وهي مشاريع متكاملة ركزت من ضمن أعمالها على المجتمعات المحلية والاجتماعية وحماية البيئة وحماية الموارد الطبيعية بطريقة مستدامة. ونادى باسكال ستيدوتو ممثل عن منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة بالتركيز على تطوير استراتيجية الأمن الغذائي وكيفية التعامل مع ارتفاع أسعار الغذاء في العالم،إلى جانب الأخذ بعين الاعتبار بالأوضاع التي تمر بها منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط وخاصة على المستويين الاقتصادي والسياسي، وما يخلفانه من آثار في مجالي الأمن الغذائي والزراعة. ودعا ممثل منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة إلى التقليل من أضرار النفايات في المنطقة ووضع خطة للتعامل مع الأضرار والأوبئة التي يمكن أن تلحق الزراعات والحيوانات، إلى جانب التعاون مع الدول التي تستقبل اللاجئين.