أكّدت دمشق تفاجأها من الردود الغربيّة بشأن خطاب الرئيس السّوري الذي أعلن فيه أنّه سيكون محور أيّ حلّ سياسي مستقبلي، وإنّ الأسد كان يريد عبر هذا الخطاب أن يخلط الأوراق كما دأب أبوه من قبل، وأن يربح المزيد من الوقت في عمليّة التفاوض بانتظار تطوّرات ميدانية قد تكون في صالحه. وأضافت مصادر مقرّبة من شخصيات "علويّة نافذة" أن تصريحات المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي لم تترك فرصة للأسد والمحيطين به للتفكير في الخطوات المناورة التي كانوا يعتزمون إغراق المفاوضين والوسطاء فيها مستفيدين من الدعم الرّوسي. وكشفت المصادر عن أنّ السوريين فهموا تصريحات الإبراهيمي التي تستثني أيّ دور للأسد في المرحلة القادمة على أنّها "إعلان حرب" من الدول الغربيّة، وأنّها إشارة لبدء الخطّة البديلة لخيار الحل السياسي، والذي حرصت واشنطن على اتباعه لمنع تداعيات أمنية لخيار التدخل العسكري بالوكالة، عبر تزويد المعارضة بأسلحة متطورة. وكان الإبراهيمي قد صرّح أوّل أمس الأربعاء 9 جانفي بالقاهرة إنّ الأسد "بكل تأكيد لن يكون عضوا في هذه الحكومة"، أيّ الحكومة التي تدير المرحلة الانتقالية، والتي ستشرف على إجراء انتخابات برلمانية ورئاسيّة شفافة. واتهمت وسائل الإعلام السوريّة أمس الولاياتالمتحدة بأنها تقف وراء التصعيد في خطاب الإبراهيمي، ولمّحت إلى دور بريطاني في قيادة تحرّك ضد سوريا بضوء أميركي أخضر. واعتبرت صحيفة "الثورة" أنّ "بريطانيا تستعيد دور الجوكر في تنسيق أمر العمليات الأميركيّة للمرحلة القادمة بعد تحييد الدور الفرنسي مرحلياً في اعتراف غير معلن بفشله في قيادة الحملة الكونية المنظمة لاستهداف سوريا". من جهتها لم تنفي وزارة الخارجية البريطانية إمكانية اللجوء إلى الخيار العسكري في سوريا، وقالت إن العمل الدبلوماسي لحل الأزمة هو أولوية مهمة في عام 2013.