قال رئيس الحكومة الجزائرية عبد الملك سلال أثناء مشاركته اليوم السبت 12 جانفي 2013 في الاجتماع الذي جمع رؤساء حكومات تونس وليبيا والجزائر إنّ هذا اللقاء تاريخي للمنطقة فالدول العربية والإفريقية تواجه إرهاب همجي وجريمة منظمة وتبيض للأموال ووراء ذلك إرهاب يمس بالمنطقة. وأضاف عبد الملك سلال أنّه تمّ اليوم التوصّل إلى تنسيق الأعمال بين كل المصالح المعنية على الحدود واستخدام كل الإمكانيات بين الدول الثلاث، مبيّنا أنّه إذا لم يوجد أمن و استقرار فلا يوجد تطور اقتصادي واجتماعي وحذّر قائلا "لا تظنوا الأمر سهلا وخاصة في قضية مالي والصومال وما يجري في المنطقة". من جانبه اعتبر رئيس الوزراء الليبي علي زيدان أنّ القمة نجحت بامتياز مؤكّدا أنّه تربط الدول الثلاث حدود مهددة وحدود مشتركة، وأنّه يجب السير إلى اتحاد المغرب العربي بموضوعية وخطأ ثابتة. وقال زيدان " نحن بالمرصاد لكل من يريد أن يسوق أفكاره بالسلاح ولكل من يريد أن يتاجر بالممنوع كالمخدرات والسلاح وتجارة البشر، ونحن جادون في هذا الأمر ". ودعا زيدان الشعب الليبي في كافة المناطق الحدودية إلى أن يساهم في هذه المسألة وأن يكون كل مواطن مخبر من أجل الوطن، مضيفا أنّ الدول الثلاث سائرون في التعاون مع أوروبا ودول 5 زائد 5 ومستمرون في التعاون والتشاور بما تقتضيه المصالح في دول المغرب العربي. وقد قرر الرؤساء المجتمعون اليوم السبت 12 جانفي بمدينة غدامس الليبية إنشاء نقاط مراقبة مشتركة على الشريط الحدودي بينهما وتكثيف التنسيق والتعاون الأمني بتسيير دوريات متوازية لمراقبة الحدود المشتركة لمنع أي اختراقات أمنية وتبادل المعلومات والخبرات والتجارب فيما بينهم في مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة وعقد لقاءات دورية الأجهزة الأمنية المحلية. واتفقا رؤساء حكومات تونس وليبيا والجزائر على دعم وتعزيز الهياكل والآليات القائمة المختصة بالتعاون الأمني والاعتماد عليها في اطار مؤهل لرسم استراتيجيات التعاون الأمني ووضع خطط للعملية، والعمل على تنمية المناطق الحدودية بإشراك القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاعات الحكومية ذات الاختصاص، وتعزيز العلاقات ذات الطابع الشعبي ومبادرات المجتمع المدني لتنشيط التبادل الثقافي والرياضي والاجتماعي بالمناطق الحدودية المشتركة. وبالنسبة للوضع السائد في منطقة الساحل والصحراء والوضع المتدهور في مالي وتداعياته على أمن واستقرار المنطقة، شدّد رؤساء الدول الثلاث على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في مالي عبر تشجيع الحوار بين مختلف مكونات المجتمع المالي بما يحفظ سيادته ووحدة أراضيه والعمل بالتوازي على مكافحة الارهاب والمخدرات والجريمة المنظمة. ودعوا إلى التنسيق فيما بينهم في المحافل الدولية المختصة في مجال مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة، وإنشاء لجنة لمتابعة تنفيذ قرارات هذا الاجتماع وبعقد اجتماعاتها بصفة دورية للوقوف على مدى تنفيذ القرارات ورفع التوصيات بشأنها إلى رؤساء الحكومات الثلاث في اجتماعهم المقبل . وجاء هذا اللقاء الثلاثي بدعوى من رئيس الحكومة الليبية وقد شارك رئيس الحكومة حمّادي الجبالي في هذه الزيارة كلّ من وزير الداخلية علي العريض ووزير الخارجية رفيق عبد السلام ووزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي ورئيس أركان الجيوش رشيد عمار وكان في استقباله رئيس الوزراء الليبي علي زيدان ووزير الدفاع محمد البرغثي ووزير الداخلية عاشور شوايل ووزير الخارجية محمد العزيز ورئيس الأركان للجيش الليبي اللواء يوسف المنقوش.