أكد راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة ومحمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح بالمغرب صباح اليوم السبت 12 جانفي 2013 أن خيار الإسلاميين في إدارة الحكم هو خيار الإسلام الوسطي والديمقراطي، وذلك في الندوة السياسية التي عقدتها حركة النهضة بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثانية للثورة التونسية تحت شعار "خيارات الإسلاميين في إدارة الحكم". وقال الغنوشي إنه "ليس للإسلاميين خيار آخر غير الخيار الإسلامي الوسطي والتعددي الذي لا يقصي أحدا ويحترم آليات الديمقراطية من استقلال القضاء والإعلام"ن وفق تقديره. ووصف الغنوشي هذا الخيار بالكوني وأن صفته الإسلامية مثلت حلم الحركات الإسلامية منذ القرن 19. ودعا رئيس حركة النهضة إلى فهم الإسلام، والعمل على انجاح التفاعل بين الإسلام والتقدم العلمي ومكتسبات الحداثة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. مشيرا إلى أهمية عامل الوفاق بين النخب الديمقراطية الناشئة وما تشكله الاستقطابات من تهديد في عملية التحول الديمقراطي. وأضاف الغنوشي أن كل الحركات الإسلامية تؤمن بالتنوع والاختلاف واستثنى حزب التحرير الذي وصفه بالمتشدد لا يؤمن بالتنوع والاختلاف في الإسلام. وأشار رئيس حركة النهضة إلى التحديات التي تعيق الإسلاميين في إدارة حكمهم كمسألة الحرية غير المسؤولة التي تؤدي إلى الفوضى والاستبداد، وتحدي غياب الوفاق الوطني الذي اعتبره مغذيا للانقلابات والفوضى العارمة وتحدّي ايجاد آليات لإدارة الخلاف. ونبّه من جهته رئيس حركة التوحيد والإصلاح بالمغرب محمد الحمداوي إلى خصوصيات المرحلة الحالية من خلال الإمكانيات المتاحة أمام الأمة الإسلامية باستعادة القوّة الإقليمية لأربع دول على شريط المتوسط والعمق الاستراتيجي في العناصر الثابتة الجغرافيا والتاريخ للأمة الإسلامية وتوفر الإرادة السياسية واسترجاع ثقة الممارسة السياسية. وأكد أنه على الإسلاميين التدرج في تطبيق مبادئ الخيار الوسطي عبر تشريك كل الفئات الاجتماعية في مرحلة الانتقال الديمقراطي والتنافس في إطار إحياء الأمل الحضاري بروح سلمية. وبخصوص إدارة وتدبير الحكم أشار الحمداوي إلى التحديات التي تواجه الإسلاميين وكيفية تدبير التنوع فيما بينها وحسن تدبير العلاقة بين الدعوي والسياسي وكيفية التعامل مع الوسائل الإعلامية والثورة المضادة عبر الانخراط في المنظومة الحضارية، والموازنة بين ضغط الجماهير وبين توازنات وتعادلات الدولية موازنة في مستلزمات الحرية والاهتمام بالإنجاز تجاوبا مع مطالب الشعوب. وأكد الحمداوي الحاجة إلى التجديد على مستوى الخطاب والمقترحات وتطوير الإمكانيات واستثمارها.