زحف عشرات الآلاف من الباكستانيين، صباح اليوم الاثنين 14 جانفي، إلى العاصمة إسلام آباد في مسيرة احتجاجيّة يقودها رجل دين باكستاني نافذ يدعو إلى الثورة وتتهمه الحكومة الباكستانية بالسعي لنشر الفوضى السياسيّة قبل الانتخابات المقبلة. ويتهم رجل الدين طاهر القادري الحكومة بالفساد والعجز، وقال إنّ على باكستان تطبيق إصلاحات "مفيدة" قبل الانتخابات العامة التي يتوقع أن تجرى بعد ثمانية أسابيع من حل البرلمان في مارس. إلاّ أن الحكومة تقول إنّ "القادري"، عالم الدين والداعيّة الإسلامي الذي عاد إلى باكستان الشهر الماضي بعد أن قضى سنوات في كندا، هو جزء من مؤامرة خطيرة تهدف إلى تأجيل الانتخابات والاستيلاء على السلطة. إلاّ أن أهميّة المسيرة سيحددها عدد المشاركين فيها وما إذا كانت سيتخللها أي أعمال عنف وإلى أي مدى سيتمكن المحتجون من اختراق إسلام آباد وقد استخدمت الحكومة حاويات شحن لإغلاق الطرق الرئيسية أمام المتظاهرين. وقدر شهود عيان أن عشرات الآلاف انضموا إلى المسيرة لدى وصولها إلى جهيلوم على بعد 120 كلم جنوب العاصمة. وفي جهيلوم حمل رجال ونساء وأطفال الأعلام الباكستانية الخضراء ويتجمعون على أسطح الحافلات رافعين أيديهم بإشارات النصر ضمن قافلة من السيارات والشاحنات والدراجات وغيرها من العربات تمتد إلى مسافة خمسة كيلومترات. ومن جهتها ذكرت الشرطة أنّها نشرت ألاف من عناصرها على طول الطريق الذي ستسلكه المسيرة اضافة إلى عشرات من عربات الشرطة لحراسة القادري. وأغلقت شبكات الهواتف المحمولة على الطريق الذي ستسلكه المسيرة في خطوة احترازية تهدف الى منع طالبان وغيرها من الجماعات الاسلامية المتشددة من تفجير العبوات الناسفة.