أكدت حركة أنصار الدين أن القوات الفرنسية ستفشل في الحرب التي تخوضها حاليا في مالي، فيما أكدت الولاياتالمتحدة ودول أوروبية وأفريقية استعدادها لتوفير الدعم للقوات الفرنسية في المواجهات التي تخوضها مع مقاتلين إسلاميين وسط مالي. وشدد المتحدث باسم حركة أنصار الدين في مالي "سنده ولد بوعمامة" أن فرنسا توهم مواطنيها بتقدمها بصحراء مالي، وقال "لكن الحقيقة لا وجود حقيقيا لها على الأرض"، مؤكدا أن فرنسا تقاتل بقوة إعلامها وأنها ستفشل فشلا ذريعا. وتوقع حدوث عمليات اختطاف جديدة لصد العمليات العسكرية الفرنسية في مالي، وذلك بعد اختطاف 41 عاملا أجنبيا بالجنوب الجزائري. من جهتها أعلنت السلطات الجزائرية سقوط قتيلين خلال هجوم لمسلحين، أعقبه احتجاز 41 من الرهائن الغربيين من خاطفين ينتمون إلى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي الذي طالب بوقف الهجوم على مالي. فيما غادر رتل من القوات المسلحة الفرنسية عاصمة مالي، باماكو، ليلة أمس الأربعاء 16 جانفي في اتجاه الشمال، إيذانا ببدء الحرب البرية ضد المسلحين الإسلاميين. وأكد وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان أن كونا لا تزال تحت سيطرة الجماعات المسلحة، ولما يستعدها جيش مالي.ولم تكشف الجهات الرسمية الفرنسية عن وجهة جنودها النهائية في شمال مالي. وقد استمرت القوات الفرنسية منذ يوم الجمعة الفارط في القصف الجوي ضد مقاتلي "حركة أنصار الدين"، باستخدام الطائرات المقاتلة و الهليكوبتر. ويذكر أنّه عندما بدأت الغارات الفرنسية على شمالي مالي كان الأمر يتعلق بمشاركة مئات الجنود الفرنسيين. أما العدد الإجمالي حاليا فقد ارتفع إلى 2500 جندي. ويطلب الفرنسيون المساعدة العسكرية من جميع الأطراف. فقد أعلنت كلّ من نيجيريا وألمانيا إرسال قوات لهما قريبا، بينما ساعدت بريطانيا بتوفير نقل الجنود والمعدات، كما أعارت بلجيكا طائرا هليكوبتر للفرنسيين. وتجدر الإشارة إلى أنّ حركة انصار الدين كما يعرفها مؤسسوها هي حركة شعبية سلفية جهادية أسسها الزعيم التقليدي "اياد اغ غالي" وهو من أبناء أسر القيادات القبلية التاريخية لقبائل "الايفوغاس الطوارقية" قاد تمرد ضد الحكومة المالية في بداية تسعينات القرن الماضي وكان عندها قائدا قوميا اقرب إلى الفكر اليساري القومي الوطني ثمّ إلى الفكر الإسلامي. وبعد توقيع اتفاقية السلام بين الحكومة المالية والمتمردين الطوارق عام 1992 عمل قنصلا عاما لجمهورية مالي في جدة لكن الرجل عرف في السنوات الأخيرة توجها دينيا انتهى به إلى اتباع الفكر السلفي الجهادي ومع سقوط نظام الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي عاد الرجل إلى ازواد واتخذ من سلسلة جبال "اغارغا" مقرا له وبدأ في تجميع المقاتلين الطوارق.