أعلنت وكالة الأنباء الجزائريّة مساء أمس الخميس 17 جانفي، انتهاء العمليّة العسكريّة التي شنّها الجيش الجزائري لتحرير باقي الرهائن الذّين تحتجزهم مجموعة مسلّحة مرتبطة بتنظيم القاعدة في موقع لإنتاج الغاز في عين "أمناس" جنوب شرقي البلاد. من جهته قال الرئيس الفرنسي "فرنسوا هولاند" إنّ أزمة الرهائن الذّين اختطفتهم مجموعة مسلّحة في موقع لإنتاج الغاز في الجزائر وشنّت القوّات الجزائريّة عمليّة لتحريرهم تطورت كما يبدو بشكل "مأساوي"، لكنّه وصف التدّخل الفرنسي في مالي بالمبرّر. وأضاف هولاند أمام مسؤولين اقتصاديين واجتماعيين في الإليزيه أنّ "السلطات الجزائريّة تطلعني على الوضع بانتظام لكنّني ما زلت لا أملك العناصر الكافيّة لتقييمه" بشكل مناسب. كما أوضح أنّ "ما يحدث في الجزائر يقدّم دليلا آخر على أنّ قراري بالتدّخل في مالي كان مبرّرا". واعتبر "أنّ ما يحدث في الجزائر يشكل تبريرا اضافيّا للقرار الذي اتخذته باسم فرنسا لمساعدة مالي عملا بميثاق الأممالمتحدة وتلبية لطلب رئيس هذه البلاد". تابع "الأمر يرمي إلى وقف هجوم ارهابي وافساح المجال أمام الأفارقة للتحرّك من أجل حماية وحدة أراضي مالي"، حسب تعبيره. قلق أمريكي أعرب البيت الأبيض عن قلقه حيال العمليّة العسكريّة الجارية في الجزائر للإفراج عن الرهائن الذين يحتجزهم مسلّحون مرتبطون بالقاعدة ومن بينهم أمريكيون، مؤكدا سعيه إلى الحصول على "توضيحات" من السلطات الجزائرية. وأوضح جاي كارني المتحدث باسم الرئيس الأمريكي باراك أوباما "بكل تأكيد إننا قلقون حيال المعلومات عن وقوع خسائر في الارواح" في اثناء العملية، مضيفا في لقاء صحافي "اننا نحاول الحصول على توضيحات من الحكومة الجزائرية". استنكار بريطاني أعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن أسفه لعدم قيام السلطات الجزائرية بإبلاغه مسبقا بالعمليّة التي شنتها قواتها المسلحة أمس الخميس لتحرير مئات الجزائريين والاجانب الذين احتجزهم متشددون رهائن في موقع لإنتاج الغاز جنوب شرق البلاد. وقال متحدث باسم رئاسة الوزراء البريطانية إن كاميرون تبلغ بهذه العمليّة بعد بدئها وذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيره الجزائري عبد المالك سلال، مشيرا إلى أنّه كان يفضل لو تمّ ابلاغه مسبقا. وشنّ الجيش الجزائري أمس الخميس، هجوما على موقع لإنتاج الغاز في جنوب شرق البلاد لتحرير رهائن جزائريين وأجانب يحتجزهم مسلّحون مرتبطون بتنظيم القاعدة، ما أسفر بحسب الخاطفين عن مقتل 34 رهينة بينهم أميركيين وفرنسيين بينما أكدت الجزائر تحرير 600 من مواطنيها و4 أجانب. وقالت مصادر جزائرية إنّ 25 رهينة فروا، وقتل ستة آخرون عندما نفذت القوّات الجزائرية عملية لتحريرهم في محطة نائية للغاز بالصحراء. وبدأت المواجهة عندما اقتحم مسلّحون ينتمون لجماعة تطلق على نفسها اسم كتيبة "الموقعون بالدماء" محطّة الغاز صباح الأربعاء ثم قالوا إنّهم يحتجزون 41 رهينة أجنبيا وطالبوا بوقف عمليّة عسكرية فرنسية ضد مسلحين مرتبطين بالقاعدة في مالي.