في انتظار القطار القادم من حمام الشط إلى العاصمهْ كأنّه تعويذة تطرد الأشباحَ يعلّمُكَ الانتظار بأنّ الاحتظار سيأتي كفلسفة الانكسار بجانب أغنيةٍ للحصارْ.... ستعلّمك الانكساراتُ معنى الحياة لتعرفَ اكثرَ قال وقهقهَ:"حكمةُ هذا الوجودِ" ولم يلتفتْ، ولكنّي التفتُّ لشيخٍ يُحدّق في ساعةٍ تتدلّى من سترةٍ كالحكمةِ بيضاءَ قالَ:تعلّمتُ ما يكفي من صبْرٍ أنتظرُ العائدينَ لخمسين عاما انا في المحطّةِ صرتُ أحفظ كل القطارْ سوف يأتي قطاركَ بعد دقائق لا تكترثْ ولدي قلتُ :كيف انتظرتَ لخمسين عاما مجيء القطارْ قال:في هذا الإنتظار تعلّمتُ أن أصْغي جيّدًا للرّياحِ تجيء بضحكتها والقطار يمرّ فيترك خلفهُ عطرًا لها كي أخزّن من عطرها ما استطعتُ من الغدِ والذكرياتِ هنا ماتتْ من أحبُّ ولم يعثر الباحثون عن الجسد المفتّت في هذه السكّة القبْرِ منذ زمان أعيش بها. هدفي هو أن أتوحّد فيها إذْ لا قطار يفرّقنا مثل المتصوّف أغرف من بحر العشق خمر التوحّد والإنتصار جاء القطار بُنيْ..اصعدْ.... أوَ لم تعرف بعدُ أنّكَ حدّثت شاهدةً تخبر الناس أنّ السكة قبرُ حبيبتها قلتُ:أفتح باب القطار فقط كي أرتّب هذا الحوارْ.