كنّا نشاهدُهمْ مندفعينَ في اتّجاهِ المستقبل، نرى القتيلَ يسقُط، فلا نقول: ها أنت ذا تذهبُ بدَمِكَ كما فعلَ الأوَّلون، ولا نقول : إنْ تَمُتْ منْ أجل الوطن، ترفعْ غيرَكَ درَجَة ! * ولأنَّ كلَّ شيءٍ صار مباشرًا، صرنا نرى الشهيدَ قبل أن يسقط، والثائرَ الذي سوف يلاحق الحكومةَ الجديدة، من أجل تركيبِ ساقٍ اصطناعيّة، والأمَّ التي ستبكي ابنَها بقيّةَ العُمْر وعيناها جمرتان على شاشةِ المُنْتَصِر. * اندفع الشاعرُ كعادته محتفيًا بالنَّرجسِ الطافي فوق ماءٍ عميق، وعدّلَ المغنّي في النوتة إكرامًا للمجلس، وأخضَعَ المفكِّرُ واقعَهُ للفكرة. * أما الوطنُ فمازال مفتاحًا في جيب الآخرين