اعتبر الروائي الليبي إبراهيم الكوني أنّ الثورات العربية ما هي إلاّ لعنة أصابت البلدان العربية، مؤكدا أنّ الأمور تسير من سيء إلى أسوأ. وقال عن الربيع العربي أنه ربيع أقرب إلى الصيف. وكان الكوني اتّهم الثورات العربية بأنها لم تجلب "الفردوس ولا الحقيقة أو السعادة للشعوب، وهي في حقيقة الأمر تغيير من سيء إلى أسوأ"، متحديا من يؤكد وجود تغيير جلب السعادة. وقال في ندوة أقيمت في إطار معرض أبوظبي الدولي للكتاب إن "من يجني ثمار الثورات العربية اليوم ليس من قاموا بها، أو من يستحقوها" مشيرا إلى أنّها "ثورات مخيبة للآمال". واستشهد الكوني بكلام جورج دانتون عن الثورة الفرنسية عبر قوله "أن من يجني ثمار الثورات هم أسفل السفلة". مستعرضا في سياق حديثه الثورات التي حدثت في الغرب بما فيها الثورة الفرنسية والانقليزية وحتى الثورة الكوبية مستعيدا كلام الروائي البير كامو حول الثورات التي "تبدأ بالعدالة وتنتهي بتكوين جهاز شرطة". وتساءل الكوني في سخرية، ما إذا كان الربيع العربي سيتحول إلى صيف، وهل هو فعلا جدير بهذه الصفة، أم انه مجرد خروج من فصل قمعي إلى آخر مخيب للآمال ولدماء الشهداء وأحلام جيل كامل، قائلا " لا يمكن أن نصف التغيير الحاصل بالفردوس لمجرد أننا انتقلنا من نظام إيديولوجي قمعي إلى نظام تعصبي..." وحول ما يحدث في بلده ليبيا يقول "أنّ أغرب المعارك قائمة اليوم في ليبيا، واصفا نبش قبور الجنود البريطانيين والايطاليين في مدينة بنغازي بكونها معركة مع الأموات، متسائلا في ذات السياق "هل سمعتم من قبل بمعركة مع الأموات؟ هذا ما يحصل الآن في ليبيا بعد التغيير". وأكد انه عاش في بيئة اعراف وقوانين مستلة من الصحراء وليبيا اليوم بلا قانون، لذلك بدأ الناس هناك يستجيرون بالعرف، رافضاً استبدال طغيان بطغيان من نوع آخر. وحول تسلّم الإسلاميين للحكم في دول الربيع العربيقال الكوني "إنّ السلطة لا تعترف بالأخلاق، وإنما خلقت إلى أناس عبيد روحياً، مستشهدا بتحذير الإمام علي بن أبي طالب من السلطة، عندما قال له إنها ليست لك وإنها لا أخلاقية، في اعتراف بإخلاص الإمام علي للدين، فيما الحكم يتطلب شخصا بمواصفات لا أخلاقية. مركدا أن المشكلة اليوم تتفاقم مع "صعود أنظمة متعصبة إلى الحكم"، كما أنها كانت سيئة أيضا قبل صعودهم ولكنّها الآن أكثر حدة.