علمت "ديمااونلاين" أنّ وفدا من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الدكتور يوسف القرضاوي يستعد لزيارة تونس مطلع ماي المقبل. ويشهد الوفد افتتاح أول مقر للاتحاد بالعاصمة التونسية. كما يلتقي الوفد علماء وسياسيين ومفكرين تونسيين خلال الزيارة. وتعتبر هذه الزيارة الأولى للقرضاوي إلى تونس بعد 14 جانفي 2011. الزيارة تأتي تلبية لدعوة الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية التونسية وأحد الأعضاء المؤسسين لاتحاد العلماء. الجدير بالذكر أن زيارة القرضاوي كانت سبقتها زيارات لشيوخ آخرين أثار بعضهم جدلا واسعا في تونس نظرا لما يحملونه من آراء ومواقف متشددة لا تتماشى وعقلية التونسي المتفتحة والمتسامحة. زيارات الشيوخ إلى تونس لاقت رفضا واسعا، كما وجدت أيضا من يدافع عنها من أتباع التيارات السلفية والجهادية والمنتمين لحركة النهضة الإسلامية. في انتظار الكشف عن تفاصيل زيارة القرضاوي إلى تونس وأهدافها الحقيقية، يبقى السؤال ملحّا وهو لماذا يصر الشيخ راشد الغنّوشي على دعوة صديقه القديم بدعوى افتتاح أول مقر لاتحاد العلماء المسلمين في العاصمة التونسية وهو الذي يدرك جيّدا رفض أغلب التونسيين لمواقفه تجاه ما يحدث في سوريا وكثير من المناطق العربية التي تشهد احتقانا سياسيا، فضلا عن أنّ القرضاوي يعتبر الوجه الآخر لسياسات الدوحة في المنطقة العربية، ونعني به طبعا الوجه الذي يعتمد الدين كمدخل أساسي لتوجيه الرأي العام في هذه المنطقة أو غيرها. ويتساءل كثيرون عن جدوى دعوة القرضاوي إلى تونس في هذا الوقت بالذات والذي بدأت فيه الأوضاع تهدأ بعد المشاحنات الكثيرة التي حدثت بين "السلفيين" من ناحية و"الحداثيين" من جانب آخر، ويعتبر البعض أنّ هذه الزيارة من شأنها أن تعيد التوتّر إلى سطح الأحداث وهو ما من شأنه أن يوجه الرأي العام في تونس مرة أخرى عن المشاكل الأساسية التي تسعى الحكومة إما لتأجيلها أو المماطلة فيها، مثل مشاكل غلاء الأسعار وملفات الجرحى والأموال التونسية المهربة والمشكل ألكبر والأهم وهو التشغيل والفقر الذي ما فتئ يتفشّى بشكل متزايد. وفي النهاية هل لنا أن نسأل عن السبب الحقيقي للزيارة، وهل يحمل الدكتور يوسف القرضاوي أجنده دينية أو سياسية في حقائبه؟؟؟ صالح