عقد قسم التكوين النقابي والتثقيف العمّالي ندوته السنوية على مدى أيّام 14 و15 و16 جانفي 2010 بسوسة وقد اختتم الأخ عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد هذه الندوة. وقد عبّر بالمناسبة عن تقديره للجهود الذي قام ويقوم بها القسم من خلال الندوات الهامة التي عقدها وطنيا وجهويا وقطاعيا ومساهمته في المساعدة والتأطير وتوفير الآليات الضرورية لعقد الندوات والعمل على إنجاحها... الأخ الأمين العام وقبل أن يواصل كلمته تمنّى الشفاء العاجل للأخ بلقاسم العياري والأخ المنصف الزاهي ولكافة النقابيين موفور الصحة والعافية حتى يواصلوا رسالتهم النبيلة تجاه العمّال والوطن عموما. الأخ الأمين العام اعتبر التكوين مرحلة لابدّ منها في العمل النقابي الناجع والناجح لأنّه يوفّر للمسؤول النقابي الزاد المعرفي الذي يساعده على مجابهة ومواجهة المشاكل ويوفّر له الطريقة الأمثل لإيجاد الحلول الملائمة للمسائل التي قد تعترضه هذا بالاضافة إلى أهم المحطّات كالمفاوضات الاجتماعية وغيرها. الأخ الأمين العام ركّز جانبا هاما من مداخلته عن التكوين المتعلّق بالنقابات الأساسية لارتباطها الوثيق بمشاغل العمّال وهمومهم اليومية ولاطلاعها على أمّهات المسائل القائمة في مواقع الشغل هذا بالاضافة إلى أنّ النقابات الأساسية هي الركيزة التي يُقام عليها النشاط النقابي ممّا يتوجّب معه دعم هذا الهيكل ومساعدته على القيام بمهامه في أحسن الظروف وبخاصة النقابيين حديثي العهد بالعمل النقابي. الأخ الأمين العام بارك الندوات التي تمّ تنظيمها في كل الجهات وكانت متنوعة المضامين والمحاور ومسّت انتظارات النقابيين والشغالين كما كانت مواكبة لأهم الأحداث الداخلية والعالمية على غرار ندوات الأزمة المالية والاقتصادية العالمية وتداعياتها وانعكاساتها على الأوضاع الاجتماعية الداخلية. الأخ عبد السلام جراد اعتبر الندوات وتنوعها رفضا للجمود وتعلّقا بالتطور والتوق إلى الأفضل عبر النظر إلى الأمام وإلى المستقبل مبيّنا أنّ التخوّف من المشاكل يؤدي إلى التهميش وإلى التراجع إلى الوراء ذلك أنّ النقابي لايجب أن يؤمن بالاحباط وبالاستسلام لأنّ عمله دؤوب وينطلق من ايمانه بقدراته وتمسّكه بخدمة غيره دون مقابل. من جهة أخرى أكدّ الاخ عبد السلام جراد أنّ أموال الإتحاد عندما تصرّف في التكوين النقابي، فقد تمّ صرفها في مكانها لأنّها استثمار مربح ونتائجه لا تُقاس بثمن. الجانب الثاني من مداخلة الأخ عبد السلام جراد فقد خصّصه للحديث عن التثقيف فأبرز أنّ الاتحاد سينطلق في خوض هذه التجربة الهامة داعيا إلى ضرورة ضبط مفهوم واضح المعالم لهذا التثقيف والاتفاق على مضامينه حتى يكون قريبا من العمّال ومعبّرا عن مشاغلهم وهمومهم بعيدا عن التنظير لأنّ التثقيف بحر وميدان شاسع ليست له حدود... الأخ الأمين العام تطرّق إلى مكانة الشباب العامل والمرأة صلب الاتحاد داعيا إلى ضرورة تشريك هذه الشريحة العمّالية الهامة وتمكينها من التكوين الذي يناسبها ويعمق فيها مبادئ وأهداف الاتحاد لأنّها خيار المستقبل والضامن لترابط الأجيال وحامل مشعل ديمومة الاتحاد العام التونسي للشغل والحلقة التي لابدّ منها لرص صفوف وحدة أجيال الاتحاد ومختلف محطّات تاريخه المليء بالنضال والتضحية من أجل تونس وعمّالها... الأخ الأمين العام ختم كلمته مؤكدا أنّ الاتحاد فضاء رحب لكل منظوريه بالفكر والساعد ولن يفرّط في أبنائه لكن لن يسمح بالتطاول والإستعلاء عليه ومحاولة التشكيك في هياكله والمس من كرامة وسمعة مناضليه...