سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ارتياح لنجاح منظومة التكوين وعزم في المستقبل على دعم تكوين النقابات الأساسية الندوة الوطنية السنوية لقسم التكوين النقابي والتثقيف العمّالي:
الأخ عبيد البريكي: التكوين في المستقبل سيشمل النقابات الأساسية لأنّها ركيزة العمل النقابي الصحيح
لم تكن فعاليات الندوة الوطنية السنوية لقسم التكوين النقابي والتثقيف العمّالي التي التأمت بالمنستير يومي 24 و25 ديسمبر 2008 مغايرة لما شهدته وتشهده ندوات التكوين التي ينظمها أو يشرف عليها قسم التكوين النقابي والتثقيف العمالي بالاتحاد فالحضور كان متميزا من حيث العدد والنوعية، والاقبال كان كبيرا على متابعة أشغال الندوة وهذا الحرص على الحضور بهذا المستوى وبهذه الكثافة يدل دلالة واضحة على الأهمية التي أصبح يوليها النقابيون للتكوين باعتباره ركيزة أساسية في العمل النقابي في ظلّ المتغيّرات الدولية التي يشهدها العالم وفي ظلّ التحولات العميقة التي يشهدها الاقتصاد الدولي إلى جانب ايمان النقابيين بأنّ التكوين أصبح يخضع للمقاييس العلمية الحديثة ولم يعد ذلك التكوين التقليدي الذي لازم الاتحاد لسنوات طويلة ولم تكن له نتائج تذكر وهذا ليس بغريب عن منظمة نقابية عمّالية في حجم الاتحاد العام التونسي للشغل هذه المنظمة النقابية التي ترفض الجمود والركود. الندوة السنوية لقسم التكوين النقابي والتثقيف العمّالي التي افتتحها الأخ عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد وسيّر أشغالها الأخ عبيد البريكي الأمين العام المساعد المكلف بالتكوين النقابي وحضرها عدد من أعضاء المكتب التنفيذي الوطني بالاضافة إلى الأخوين سعيد يوسف وعبد الله العش على التوالي الكاتبين العامين للاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير والمهدية، أوفت بوعودها حيث تمّت مناقشة وتقويم الفترة الماضية أي منذ سنة للتكوين وضبط خطّة مستقبلية تأخذ بعين الاعتبار أولويات التكوين وكانت الكملة واحدة والتوجه واحدا لم يختلف فيه اثنان وهو ضرورة التركيز في المستقبل على تكوين النقابات الأساسية باعتبارها العمود الفقري للعمل النقابي لالتصاقها مباشرة بمشاغل العمال في مواقع العمل بالفكر والساعد. هذا التوجّه برز منذ الوهلة الأولى في كلمة الأخوين عبد السلام جراد وعبيد البريكي خاصة أنّ الهياكل الوسطى في تسلسل منطقي حظيت بنصيب مهم من التكوين والآن جاء دور النقابات الأساسية وهو تسلسل مدروس وموضوعي وناجع. الأخ البريكي الذي افتتح أشغال الندوة بكلمة رحّب في مستهلها بالحاضرين ذاكرا بالخصوص الأخ عبد السلام جراد الذي تابع نسبة مهمة من ندوات القسم وفي ذلك دلالة على ما يوليه من أهمية للتكوين الذي أصبح خيارا ثابتا دونه لن يتحقّق الكثير. الأخ بريكي ذكّر في عجالة بأهم مراحل التكوين وبالفئات التي شملها في فترة سابقة مؤكدا أنّ الاقتناع بل الايمان أصبح راسخا بضرورة ايلاء النقابات الأساسية المزيد من الرعاية والاهتمام والاحاطة حتى تقوم بدورها في أحسن الظروف خاصة أنّ الأوضاع الدولية الراهنة أصبحت متغيّرة بطريقة لافتة للنظر وهو ما يقتضي الاعداد الجيّد لمحاور التكوين الذي يشمل مستقبلا فئة نقابية لها المكانة المرموقة في الاتحاد العام التونسي للشغل. تقدّم الأخ عبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد من جهته في كلمته بالشكر والتقدير إلى قسم التكوين النقابي على العمل الجيّد الذي قام به لفائدة النقابيين والذي أصبح محل تقدير النقابات الاقليمية والدولية وكذلك المنظمات النقابية القطرية التي عبّرت عن رغبتها في الأخذ من تجربة الاتحاد العام التونسي للشغل في العديد من المجالات وعمل الأقسام وبخاصة التكوين النقابي والتثقيف العمّالي. الأخ الأمين العام بعد أن رحّب بالمشاركين وبالحاضرين وبإطارات جهة المنستير، الجهة المستضيفة للندوة وبعد أن حيّا مناضليها ومكانة الاتحاد الجهوي بالمنستير صلب الاتحاد العام، أبرز مكانة التكوين في عمل الاتحاد هذا التكوين الذي أصبح يعتمد مقاييس علمية ويخوضه نقابيون وجامعيون ومختصون ضمن محاور يتمّ ضبطها بحكمة ودراية واستجابة لحاجيات المرحلة، كما ثنى على دور الأخ عبيد البريكي في دعم منظومة التكوين في الاتحاد بصفة عامة ورعاية باقي الندوات التي يتمّ تنظيمها في مستوى القطاعات أو الجهات. الأخ الأمين العام اعتبر أنّ التكوين أساس نجاح عمل الاتحاد العام التونسي للشغل الذي أصبح يعتمد المعلومة الصحيحة والحجّة والدليل ويأخذ من تجارب الآخرين وخبراتهم ممّا جعل مناضليه يتمتّعون بزاد معرفي جلب لهم الاحترام والتقدير في الداخل والخارج وجعل عملهم محل تنويه. الأخ الأمين العام شدّد على جملة من المواصفات التي يجب أن تتوفّر في المسؤول النقابي ومنها بالخصوص المصداقية والثقة وتمثيل العمّال أحسن تمثيل إلى جانب التحلّي بالتواضع ونكران الذات ووضع مصلحة الاتحاد فوق الاعتبارات الشخصية والتفرغ لخدمة الآخرين ومحبتهم وهي مواصفات متوفّرة والحمد لله في أبناء الاتحاد العام التونسي للشغل الذي يعمل اليوم في كنف الشفافية والديمقراطية بعيدا عن الاقصاء والتهميش وهو الفضاء الرحب الذي يتسّع لكل أبنائه بالفكر والساعد. الأخ الأمين العام للاتحاد أبرز مدى اهتمام الاتحاد بالتكوين ومدى حرصه على أن يتمتّع أبناؤه بالزاد الذي يجعلهم يقومون برسالتهم النبيلة في ظروف طيّبة مبرزا دور النقابة الأساسية في معالجة الأوضاع المهنية المباشرة للعمال كما أعلن حرص الاتحاد على ايلائها المكانة التي تستحق ومزيد دعمها في المستقبل داعيا إلى ضرورة تعميم مدرسة فرحات حشاد للتكوين النقابي في جميع الجهات لأنّها أثبتت جدواها ونجاعتها. الأخ عبد السلام جراد تطرق كذلك إلى مكانة الاتحاد في المجتمع باعتباره شريكا فاعلا مؤكدا أنّ الاتحاد منظمة الشعب التونسي وليست منظمة حرفية فقط كما يدعي البعض فهي تدافع عن حرية التعبير والصحافة وحقوق الانسان وعزّة الوطن وازدهاره ومناعته. وقد تطرّق الأخ الأمين العام في كلمته إلى الاهتمام ببعض الملفات ومنها متابعة الأزمة المالية العالمية وقد كوّن لجنة للغرض حتى يكون الاتحاد مطلعا على واقع الأمور ولا يقف موقف المتفرّج كما ذكّر بما قام به الاتحاد لفائدة أبناء الحوض المنجمي داعيا إلى رفض الاتحاد توظيف الوضع في الحوض المنجمي ومحاولة الركوب على الأحداث.