في إطار التعمّق في مختلف مراحل الحركة النقابية التونسية والخوض في كلّ فتراتها ومحطّاتها نظّم الاتحاد الجهوي للشغل بڤفصة بالتعاون والتنسيق مع قسم التكوين النقابي والتثقيف العمّالي ندوة هامّة حول احداث 4 مارس 1937 بالمتلوي والمظيلة تزامنت مع تدشين مقرين جديدين للإتحادين المحليين بالمنطقتين المذكورتين. الندوة التأمت كامل يوم 15 مارس 2010 بأحد النزل بمدينة ڤفصة وتابع فعالياتها أعضاء الهيئة الادارية الجهوية وعدد من الكتاب العامين للجامعات والنقابات العامة والإتحادات الجهوية للشغل وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي الوطني بالإضافة إلى ممثلين عن نقابات المتقاعدين بالجماهيرية الليبية. وقد حاضر خلال الندوة الأستاذ حفيظ الطبابي حول هذه الأحداث وظروف اندلاعها ممّا أدّى إلى سقوط قرابة ال 22 شهيدا منهم 18 في منجم المتلوي مع عدد من المصابين والجرحى. الندوة عرفت كذلك بعض الشهادات عن هذه الأحداث الدامية بالإضافة إلى عرض شريط وثائقي عن المنطقتين المعنيتين... الأستاذ عبيد البريكي الأمين العام المساعد للإتحاد وضع الندوة في اطارها معبّرا عن الشكر للإتحاد الجهوي بڤفصة الذي بادر وحرص على تنظيمها. من جهته رحّب الأخ عمارة العباسي الكاتب العام للإتحاد الجهوي بالحاضرين متمنّيا أن تكلل أعمل الندوة بالنجاح وتساهم في التعمّق في مختلف مراحل الحركة النقابية التونسية بما في ذلك منطقة مناجم ڤفصة. الأخ عبد السلام جراد الأمين العام للإتحاد اختتم فعاليات الندوة متقدّما بالتحيّة إلى النقابيين والعمّال في ڤفصة وفي مقدّمتهم الإتحاد الجهوي للشغل كما حيّا عائلات الشهداء الذين ضحّوا من أجل تعميم المساواة في الأجور بين العمّال الأهليّين والعمّال الأوروبيين في قطاع هام للغاية وهو قطاع المناجم بجهة ڤفصة المناضلة مبرزا مكانة القطاع قبل وبعد تأسيس الإتحاد واصفا إيّاه بالقطاع المناضل من أجل الكرامة والعمل الاجتماعي وتحقيق المكاسب. وأكّد الأخ عبد السلام جراد في كلمته أنّ للإتحاد العام مهتمّ بكل فترات العمل النقابي وقد بحث في فترة محمد علي الحامي الذي رُدّ له الاعتبار وأصبح يُحتفل بذكراه سنويا وكذلك باقي المحطّات لإيمانه بأنّ تاريخ الحركة النقابية هو عبارة عن سلسلة مترابطة الحلقات من التحركات التي مهّدت لبعث منظمة نقابية تونسية لحما ودمًا وأبرز الأخ الأمين العام أنّ الإتحاد عندما يحيي مثل هذه الذكريات فلأنّه يريد أن يستخلص العبرة من نضالات النقابيين والرموز والرواد مشدّدا على أنّ مسيرة هؤلاء ستبقى خالدة مضيئة مضيفا أنّ الإتحاد يريد أن يجعل من التاريخ مرجعية وزاد للنقاش وخلق رابط بين كلّ الأجيال المتعاقبة ودعم هذا الرابط بما يوفّر ذاكرة نقابية واضحة وشاملة لمختلف مراحل تاريخ الحركة النقابية في تونس. ومن ڤفصة وجّه الأخ عبد السلام جراد نداء إلى كافة الإتحادات الجهوية للشغل للتعمّق في تاريخ رموزهم والتعريف بهم معبّرا عن استعداد الإتحاد العام للمساعدة والنبش والخوض في كلّ الفترات بدون استثناء. من جهة أخرى أكّد الأخ الأمين العام أنّ الاتحاد سيكوّن مرصدا أو متحفا للحركة النقابية في تونس يجمّع كلّ المراحل التي مرّت بها كما أعلن أنّ الإتحاد سيخوض في فترة مختار العيّادي وبلڤاسم الڤناوي لتصبح معلومة لدى العمّال والنقابيين على غرار حوادث النفيضة و5 أوت 1947 بصفاقس وغيرها من المحطّات النضالية التي سقط فيها العديد من الشهداء الذين كانت مطالبهم المساواة في الأجر والعقود المشتركة والصحة والسلامة وساعات العمل وتشريعات تحفظ الكرامة الإنسانية ودفاعا عن حق التونسي في أن يعيش في بلاده مستقلاّ وحرّا وينعم بالأمن والإستقرار... الأخ الأمين العام أعلن خلال اختتامه لأشغال الندوة أنّ هذه الذكرى سيتمّ احياؤها سنويا على غرار باقي الفترات المضيئة في تاريخ حركتنا النقابية هذه الحركة المليئة بالنضال وبالتضحية الجسيمة، تضحية بالدم من أجل العزّة والكرامة وحياة الأمن والإستقرار.