باتريك مينيون أوديل جاكوب باريس 1988 284 صفحة وقد أتى هذا المؤلف تأكيدا للعلاقة الوطيدة بين كرة القدم والسياسة وتحديدا لعلاقتها »بالدكتاتورية« باعتبار رياضة كرة القدم بالذات تطرح اشكالية الانتماءات المحددة لمزايا مختلف المجموعات المكونة للمجتمع الوطني. غير أن هذه الرياضة المحدثة (كرة القدم) تبقى قبل كل شيء محدّد من محددات المسألة الاجتماعية. ففي المجتمع العمّالي الانقليزي موضوع بحث المؤلف (وهو باحث في مخبر علم الاجتماع التابع للمؤسسة الوطنية للرياضة والتربية البدنية والذي أسّس عليه جزء من مشروعه) تحوّلت كرة القدم شيئا فشيئا، بالتوازي مع ولادة ال»الولفارستايت« والقطيعة بين الطبقة »القاسية« للعمّال غير المؤهلين وتلك الأكثر إندماجا للعمّال المؤهلين، وقد تلاءم أسلوب هذه اللعبة مع هذا التطوّر فالمدن »القاسية« عرفت بالمميزات الفردية الفرجوية في حين أن المشجعين المدمجين يفضلون العمل الجماعي والعمّال الجيدين. وانطلاقا من هذا التحليل، بين عالم الاجتماع كيف أن تعصّب »الهوليقانز« هو ظاهرة تعكس التأزم الاجتماعي، المرتبط في الوقت نفسه بتحديث كرة القدم والتقويض المنهجي الذي مارسته السيدة »مارقريت تاتشر« على التجمعات العمالية. وقد عمّم الباحث نظرته على جماهير أخرى معروفة كجماهير الفرق الإيطالية التي تصل أعدادها أحيانا الى الآلاف من »هيئات المشجعين« والأحباء أو جماهير »باريسان جرمان«. ولعلّ من الفصول التي تستحق الذكر: ذلك الذي يصف فيه »باتريك مينون« تطوّر ثقافة رياضية تختصّ في »تحويل المتفرّج أو المشجّع الى مستهلك، وتهميش غير القادرين على الاستهلاك أمّآ اللاعبون فقد عوملوا على شاكلة نجوم الغناء والسينما. مهووسو الملاعب »جون ماري بروهم« باريس المتوسط مجموعة »الرجلين في الميزان« تدار من طرف »لويس جانوفي« باريس 1998 248 صفحة. يؤكد الكاتب على اهمّ الميولات في امبراطورية كرة القدم المعاصرة وهي: المنشطات، الفساد، فبركة النتائج، عنف المشجعين، التوظيف السياسي، (التوجيه السياسي). فالرياضة بوصفها أفيونا للشعوب لها تاريخ طويل من التقاطع مع أسوء الدكتاتوريات، ولعلّ حالة الالعاب الأولمبية التي جرت في برلين سنة 1936 والموقف الذي اتخذه البارون »بياردي كوبرتين« خير دليل على ذلك.