تعيش ولاية الكاف هذه الأيام حركية فلاحية نشيطة تزداد سرعة على وقع تقدم موسم غراسة الزيتون حيث يتهافت فلاحو الجهة على الحصول على «الشتلات» مجانا من المصالح المعنية وهي عملية تديرها المندوبية الجهوية للفلاحة بكفاءة واقتدار مستندة الى تجارب ثرية سابقة وفقت الى حد كبير في تلبية كل الرغبات والاستجابة للطلبات وهي عديدة وملحة خاصة وأن ثمن هذه «الشتلات» مرتفع في الأسواق الحرّة ويتجاوز قدرات الفلاح المادية (هنا يكون من الواجب تسجيل الجهد المادي الذي تبذله الدولة دعما للفلاحة والفلاحين في بلادنا ...) ولا شك أن مثل هذا الأمر يبعث على الارتياح والإطمئنان لمستقبل هذه الزراعة وتونس تستعد لإقتحام عصر الاقتصاد الآخضر وما يتيحه من أفاق واعدة تبشر بكل خير وخاصة حين نسجل مثل هذا الحماس والاخلاص من هذه الإطارات وحرصها على انجاح هذا الموسم رغم قساوة الظروف الطبيعية والمناخية في هذه الولاية و بعض الشدة والغلظة من قبل بعض الراغبين في اقتناء طلباتهم في الحال.. كل هذا وذاك يعتبر ايجابيا للغاية فهو يعكس تغيّر عقلية بكاملها ذلك ان هذه الشجرة المباركة كانت تعد الى سنوات قليلة ماضية خاصة بجنوب الولاية من أشجار الزينة لا توجد إلا ببعض الحدائق ومداخل كبار الضيعات تيمنا ودفعا للحسد والعين شأنها شأن شجرة التوت والتين، فهي لا تدخل ضمن اهتمام مزارعي الجهة ولا هي من تقاليدهم أو عاداتهم وربما كانت محسوبة على باب البذخ والترف والتفاخر لدى البعض لا غير بل هناك من عمد الى اجتثاثها بكامل عروقها اثر سياسة التعاضد وهناك من أهملها حتى عاد له الوعي واستفاق من غيبوبته هذه السنين الأخيرة... ولأني ابن هذه الجهة فإن طمعي وطلبي من هذه الاطارات الفلاحية المثابرة والمرابطة أن تعمل على بلورة خصوصيات هذه الولاية الفلاحية بإبراز التسميات المثبتة للأصل تثمينا لمنتوجها ودعما لموقعها بالأسواق الداخلية وحتى الخارجية وترسيخا لثقافة الجودة والتميز مثل العديد من المنتوجات الفلاحية في الولايات الأخرى كرمّان قابس وتفّاح سبيبة وعنب رفراف وأجبان باجة وخرفان سيدي بوزيد... وغير ذلك من هذه المنتوجات .. فهل ننجح في نحت اسم فلاحي تعرف به الكاف في المستقبل ؟ هل تكون الصفة البيولوجية حروفا لصياغة هذا الإسم ؟ شخصيا أنا متفائل... عثمان اليحياوي