إنّ المعاهد التربوية بإعتبارها مؤسسات عمومية تستقطب اهتمام جلّ الموظفين سواء من قريب أو من بعيد نظرا لدورها الإجتماعي التي تنتج عنه تواجد وتعايش العديد من الأطراف لذلك نجد إطار الإشراف والمدرسين والإداريين والقيمين والعملة ينشطون بالمعهد كلّ حسب مشمولات حددتها مختلف القوانين والنصوص الترتيبية والمناشير وحتى المذكرات سواء كانت تهمّ ما جاء به النظام الأساسي العام لأعوان الدولة والجماعات العمومية والمؤسسات العمومية ذات الصبغة الإدارية ككل أو وزارة الاشراف كهيكل له خاصياته وخصوصياته ومميزاته - لكن في المعهد كثيرا ما يلاحظ تداخل في المشمولات أثرت سلبا على نتائج التلامي إنّ الدور التربوي الذي يلعبه الموظف التابع لوزارة التربية والتكوين يعتبر دورا هاما وأساسيا لإتمام العملية التربوية ذات الحلقات المترابطة واذا كان لابد من تأكيد ما نراه ضروريا فلا مناص من التكامل العضوي بين جميع الأطراف المتعايشة في صلب المؤسسة التربوية ان قطاع موظفي التربية كقطاع حسّاس يلتمس من سلطة الاشراف اصدار قانون أساسي خاص به كما هو الحال لباقي أطراف المؤسسة التربوية ذلك ان اصدار قانون أساسي يكتسي صبغة تشريعية ولكنّه أيضا يتعلق بتوضيح حقوق وواجبات ومشمولات هذا الجزء العضوي من المؤسسة التربوية وهو أمر يحتاج الى توضيح كل الأعمال التي يقوم بها العون الإداري والتركيز خاصة على الخصوصية التربوية التي تربطهم بنظرائهم. إنّ المطالبة بقانون أساسي ليس مطلبا ولدته اللحظة بقدر ماهو مطلب قديم وهذا يتضّح أساسا في مايلي: انّ العون الإداري التابع لوزارة التربية والتكوين والذي يعمل بالمؤسسة التربوية يعمل بتوقيت مغاير لقانون الوظيفة العمومية عند الدخول الى ادارة المؤسسة التربوية أو الخرج من ادارة المؤسسة التربوية. انّ العون الإداري لا يتحصّل على عطلته السنوية طبقا لقانون الوظيفة العمومية بل تفرض عليه أثناء الحصّة الواحدة أي خلال فترة العطلة الصيفية المخولة للتلاميذ. إنّ القيم الذي انتدب لتأطير التلاميذ أصبح يعمل بالإدارة اعتمادا على ما جاء به القانون الخاص بسلك القيمين الذي نصّ على ما يلي: «يمكن تكليف القيم بعمل إداري» لكن السؤال الذي يطرح نفسه بعد أن أصبح القيم يعمل بالإدارة ويوجد الى جانب العون الإداري خلال ساعات العمل الإداري يتمتّع بجميع حقوقه فأين حقوق العون الإداري؟ (راجع قانون الوظيفة العمومية في فصله الذي نصّ على مبدأ المساواة وعدم التمييز بين الأعوان). إنّ القيم الذي يعمل بالقسم الداخلي للمؤسسة التربوية يعتبر فعلا قيما لأنّه يساهم في تأطير التلميذ وملازم للتلميذ ويبذل قصارى جهده بمساعدة التلميذ على تحقيق نتائج أفضل. إنّ القيم يكلّف بالعمل بالمكتبة الى جانب حافظ المكتبة لكن القيم يتمتع بالمنحة الخصوصية المسماة بالمنحة البيداغوجية. وحافظ المكتبة لا يتمتّْع بذلك رغم أنّهما يقومان بنفس العمل. ينتدب القيم لتأطير التلاميذ (القيم بالقسم الخارجي) فتجده يعمل بالإدارة والتلميذ لا يجد من يرشده ويوجهه ويحلّ مشاغله اليومية بالمؤسسة التربوية كما أنّ تكليف القيم بعمل اداري اثر سلبا على نتائج الباكالوريا التي تراجعت بصفة ملحوظة من سنة الى أخرى ومن غير المعقول أن يتمتع القيم الذي يعمل بالإدارة على العطل المدرسية المخولة للتلاميذ فهل انتدب القيم لتأطير التلميذ أم للعمل بالإدارة. وفي كلّ مرّة يقع تعليل النتائج المدرسية وخاصة امتحان الباكالوريا بالمناخ الطبيعي لجهة ما لكن هناك مؤسسات تربوية حققت نتائج طبية وممتازة بعد ان تولّت الإدارة القيام بتوزيع القاعات الشاغرة خلال اليوم على القيمين للإشراف على التلاميذ وتمكينهم من القيام بمراجعتهم للدروس عوضا عن العمل بالإدارة الذي يعتبر خارجا عن مشمولاتهم. إنّ العون الإداري الذي يعمل بالمؤسسة التربوية يلتمس توضيح الأعمال التي تعدّ عملا إداريا بعد أن وقع تهميش دوره بالمؤسسة التربوية.