بعد مجموعتها الشعرية الاولى »شهقه البدء« عادت سندس بكار الى عالم الاصدارات الادبية من خلال مجموعة شعرية تحمل عنوان »الظلال تلعب الغميضة« وهي المجموعة التي توشّح غلافها بصورة كبيرة لجامع القيروان وصومعته اللافتة التي توزعت على دفتي الكتاب مقرونة بصورة خلفية للكاتبة التي أرادت ان تبتعد عن سباق التخفي والغموض في الكتابة وهي تعلن عن مفاتيح نصوصها منذ البدء منذ الغلاف. فالكتاب للقيروان من بنت القيروان، وهو صادر بمناسبة القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية وللكتاب رسمت الكاتبة ابوابا أربعة ولكل باب نوافذ مشرعة لتراوح اعدادها بين الاثنين والثلاثة نوافذ ربما كان مجموعها (9) يساوي عدد ابواب القيروان القديمة. أوردتها الكاتبة بحركة وعي ابداعي. أما عن عناوين الابواب الشعرية في الكتاب فهي كالتالي: أصوات الظلال النائية للأمكنة ظلال مقدسة عناصر الظلال المتشابهة هوامش في تاريخ القلب ومن داخل هذه الابواب التي أحاطت سور الذكرى لدى الشاعرة انطلقت رحلتها مع كتابة القيروان: كتابة الذاكرة والحنين، واستنطاق الأماكن والمعالم والرموز والجغرافيا والتاريخ: من بخور »حمّام زغبار« الى »باب العدة« و »باب الجلادين«، من الجامع بساعاته الثلاث الى الحصري الشاعر والامام سحنون، من حزن رقادة لدماء صبرة... من كل هذا وفي كل هذا، جاست سندس بكار بقلب خافق في التفاصيل وفي استحضار زمن بدأت تلوح ملامح غيبته (غيبة البعد في المسافة وفي الزمن) غيبة عنفوان حضور زمن الطفولة في ذاكرتنا، وغيبة اندثارنا في المكان، ومنفانا في المستقبل. تقول الشاعرة: المدينة التي يحرسها الجميع وينفلت صوتها إلى اللّه كالقبس تلك المدينة حبيبتي هي الماء والروح والنفس الكتاب جاء موشى برسومات للفنان حمّادي سكيك تمثل بعض ملامح القيروان الخارجية (أزقة، شوارع، قباب، »برمقليات وسبابط«...) صاحبت بوح الشاعرة التي غاصت في مدينتها حد ايراد بعض أغاني الهدهدة، وكأنها وهي توردها في القصيدة تخشى عليها التلاشي: مازالت تحبو وتحبو وركبتاها الأرض الواقفة »ددّاش« ددّاش، كبر وعاش قدّاش عمرك قدّاش ددّاش، ددّاش كبر وعاش عمرها عمر المشماش ددّاش، ددّاش علاش ماكبرتش علاش ددّاش، ددّاش كبر وعاش جاب قفة بالمشماش